شاهد.. "سبق" تقف على أطلال سد "الرانوناء" التاريخي

بناه أحد أحفاد الصحابي "عثمان بن عفان"
شاهد.. "سبق" تقف على أطلال سد "الرانوناء" التاريخي

المدينة المنورة غنية بالآثار الإسلامية وبالمواقع التاريخية، لأنها كانت عاصمة الإسلام الأولى.

"سبق" تقدم هذا التقرير عن "معالم المدينة المنورة"، وترصد من خلاله أبرز السدود الإسلامية في المدينة المنورة، حيث وقفت الصحيفة على أطلال سد "الرانوناء" برفقة الباحث في تاريخ المدينة المنورة عبدالمحسن فاروق القرشي.

وأوضح الباحث القرشي لـ"سبق" أن سد وادي "الرانوناء" من السدود الأثرية القديمة بالمدينة المنورة، والتي ما زالت قائمة، ويعود تاريخ بنائه إلى أحد أحفاد وذرية أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه.

وقال القرشي: "ذكر السمهودي في كتابه "خلاصة الوفاء" أن عبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان أقام على وادي الرانوناء سدًا، ويقع في أعلى وادي الرانوناء في جنوب حي الهجرة (مخطط الأمير نايف) في حي "الرانوناء"، وسمي

الحي باسم "الرانوناء"، وإلى شمال من جبل عير".

وذكر القرشي أن تاريخ إنشاء السد يعود إلى العصر الأموي كما ذكر ذلك بعض المؤرخين، وهو عبارة عن سد من ثلاثة سدود أقيمت على مجرى وادي "الرنوناء".

وأضاف "القرشي": "استخدم في بناء السد الحجارة بطريقة رصف الحجار بدون مواد لاحمة ولاصقة، ويبلغ طول السد 150 مترًا من الشرق إلى الغرب، وعرضه ما بين 3 إلى 4 أمتار في بعض أجزائه".

وأوضح أن سد "الرانوناء" ذكر في كتاب "الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم" لمؤلفه غالي الشنقيطي، حيث ذكر مؤلفه أن للمدينة سبعة أودية رئيسية، منها وادي "الرانوناء" الذي يأتي من وسط الحرة الجنوبية التي يعرف أولها بحرة بني بياضة، ويقع مسجد قباء في وسط هذا الوادي تقريباً، بعد أن يمر في منتصف مزارع ونخيل العصبة الواقعة غرب قباء، وعلى عدوتيه تقع منازل بني عمرو بن عوف أهل قباء في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومنازل بني عمهم بني سالم بن عوف أهل منطقة مسجد الجمعة.

وأشار إلى وجود نقوش نقشت على الحجرة عبارة عن أبيات شعرية من العصر الأموي، كما ذكر ذلك بعض المؤرخين، منها هذان البيتان:

هضاب بهذا السد بالصلد كلها

على كل واديها جنان من الأرض

وأن الغواني لايزلن يردنه

وكل فتى سمح سجينه غض

وقال المؤرخ عبدالقدوس الأنصاري في كتابة "آثار المدينة" عن أسلوب هذين البيتين إنه "أسلوب جزل ينم عن كونهما مما قيل في صدر الإسلام، ويريد الشاعر أن يطلعنا نحن الأجيال القادمة بالنسبة لزمنه على أن هذا الوادي لم يكن كما نراه اليوم، أجرد قاحلاً يملأ منظره النفس بالكآبة".

وأضاف: "لقد كان في عصره زاخرًا بالرياض النضرة مرتعًا للظباء الأوانس، ومسرحًا للفتيان الأجواد. يقصده النوعان بكرة وعشيا للتنزه في مروجه الخضر، والتمتع بجماله الجذاب، والتفسح بين جنانه الزاهرة".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org