قدّم اثنان من رجال الدفاع المدني بمركز ثقيف في محافظة ميسان، جنوبي الطائف، عملاً إنسانياً، وتحملا المشقة والتعب ولهيب الشمس الحارة، استمرا قرابة التسع ساعات وصولاً لمواطن كان قد تاه في أحد الجبال الشاهقة، وعلِقَ بها دون أن يتمكن من العودة، حيث أنقذاه بعد الله سبحانه وتعالى، وتم نقله للمستشفى بعد تصعيده من مسافة تزيد على 7 كم انحداراً، وهو يتمتع بصحة جيدة ولله الحمد.
وكان المواطن البالغ من العمر 37 عاماً، قصدَ بمفرده أمس بعض المناحل في أعلى عقبة الصفيحة باتجاه أضم بمركز ثقيف في محافظة ميسان جنوبي الطائف، وقطع مسافة تصل لنحو 10 كم حتى أن تاه وظلَ عالقاً في منحدر بجبل العقبة، حينها شعر بالتعب والمشقة والجهد، وأثرت الشمس على صحته، كذلك انخفض لديه السكر، وهو ما دعاه لمحاولة الاتصال على أحد معارفه ولم يتمكّن، ثمَ أرسل رسالة حدّد من خلالها موقعه، وأنه متعب وعالق بالجبل، وبقدرة الله وصلت الرسالة؛ حيث تلقاها قريبه ومررَها بلاغاً للعمليات الأمنية الموحدة، ومنهم تم إبلاغ الدفاع المدني بمركز ثقيف، والذين تواصلوا مع المُبلغ.
اثنان من رجال الدفاع المدني بالمركز كانا قد توليا المهمة بدءاً من الساعة العاشرة والنصف صباح أمس، وتوجها نحو الموقع، وقطعا مسافة نزولاً عبر العقبة مترجلين قرابة الـ7 كم، حتى أن وصلا للشخص العالق حاملين معهما الماء والعصير وبعض المأكولات، حيث كان وقتها متعباً ومجهداً، وباتت صحته منهارة لحين أن دخلَ في حالة إغماء، وهو ما دعاهما لحمله والانتقال به صعوداً حتى وصولهما لأعلى العقبة عند السابعة مساءً في نفس اليوم، وهناك تسلمه مسعفو الهلال الأحمر، وباشروا عملية نقله لمستشفى أضم، حيث جرى تنويمه ومتابعة صحته والتي باتت في تحسن ولله الحمد.
الشخص الناجي كان يرغب في النزول عبر عقبة الصفيحة إلى عقبة بني ذبيان، حيث المناحل التابعة له وتفقدها، ولكنه تاه بين تلك الجبال وعلِقَ فيها، وبعد الله سبحانه كانت رسالة الجوال سبباً في تحديد موقعه والمسارعة في إنقاذه، ولله الحمد، قبل أن يصبح مفقوداً.
