هذا ما حدث في 900 يوم.. في السعودية أمير يفاجئ العالم

يخطط ويدرس ويسأل ويستمع في صمت ثم يتوكل على الله
هذا ما حدث في 900 يوم.. في السعودية أمير يفاجئ العالم

بخطوات واثقة، ومتسارعة، ووثابة، يقود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، المملكة إلى عالم من "الواقع" الممزوج بـ"الخيال"، في رغبة أكيدة من سموه للانتقال بالبلاد إلى آفاق عالمية في التفكير والتخطيط والرؤى والتطلعات، بأيادٍ سعودية خالصة، تريد أن تُثبت نفسها، ولكن تحتاج إلى من يُرشدها إلى الطريق الصحيح، وهو ما دعا متابعين للقول: "إذا أردت أن تعرف مستقبل المملكة العربية السعودية جيداً.. فاعرف محمد بن سلمان".

هدوء ودراسة

واعتاد سمو ولي العهد أن يخطط في هدوء، ويدرس كل الأمور من حوله جيداً، يسأل ويستشير ويستفسر ويستمع للآخرين في صمت، وعندما تتبلور الفكرة وتنضج، يتوكل على الله، ليفاجئ المملكة والعالم بمشروعات أكثر من عملاقة، تكون حديث الأوساط الاقتصادية المحلية والعالمية لأسابيع وشهور، وربما لسنوات.

900 يوم

فقد مرّ نحو 900 يوم فقط على تعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد، ورئيساً للمجلس للشؤون الاقتصادية والتنمية، وذلك في 29 أبريل من عام 2015، وعقب التعيين استبشر الجميع خيراً بوجود شاب أكمل للتوّ -آنذاك- عِقده الثالث، في منصب قيادي مهم بالدولة، وراهن الشعب السعودي على حماس الأمير الشاب وأحلامه، وتوقع منه المفاجآت السارة، وبخاصة فئة الشباب التي تتجاوز 70% من إجمالي سكان المملكة، ولم يخيّب الأمير الشاب التوقعات به في الداخل والخارج، وعزز ثقة الآخرين فيه، ونال احترامهم وتقديرهم في شخصه، إلى أن بات اليوم وجه الخير على شعبه والعالم أجمع.

ومرّت الأيام والأسابيع والشهور، ليزفّ سموه "رؤية 2030"، في 25 أبريل 2016، وهنا كانت البداية الحقيقية لقصة نجاح الأمير الشاب، الذي أراد لوطنه النمو والارتقاء من أوسع الأبواب، فكان له ما أراد بأسلوب أذهل الجميع وما زال.

الاقتصاد السعودي

وحتى فترة قريبة، ظنّ المتابعون والمحللون أن رؤية 2030 مجرد مبادرات لتعزيز الاقتصاد السعودي وتقوية أركانه، عبر تدشين عصر ما بعد النفط، والاستثمار في مشاريع كبيرة تدرّ دخلاً على المملكة فحسب، ولكن مرور الوقت كان كفيلاً ليكشف حقيقة الرؤية وشموليتها وأبعادها، التي تجاوزت حدود "الاقتصاد"، لترسم تفاصيل مستقبل وطن وتحدد مصير أبنائه وأحفاده، وفق تصورات عالمية حديثة، لا ترضى إلا بالقمة والريادة ومحاكاة الدول الكبرى في أحلامها وتطلعاتها التي لا حدود لها.

خارطة طريق

ويوماً بعد آخر، تعزز رؤية 2030 مكانها في المملكة، وتتعمق في نفس كل مواطن ومواطنة، لتتحول إلى خارطة طريق، تعيد صياغة كل شيء داخل البلاد، وعلى رأسها آلية تفكير المواطن، الذي يخطط لمستقبله أو مستقبل أبنائه، وتعويده على نمط معيشي جديد، لا يعرف البذخ أو التبذير، والتعامل مع الأمور بطريقة تجلب المنفعة والفائدة، كما نجحت الرؤية في تحديد نظرة شاملة للمشهد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في البلاد، لتحتل المملكة المكانة اللائقة بها وسط العالم، والاتجاه صوب العمل الجاد، بالاعتماد على العلم والتقنية والتكنولوجيا الحديثة، وتفعيل المشاريع القائمة على الابتكار والاختراع.

تطلعات الرؤية

ونجح الأمير محمد بن سلمان في العلوّ شيئاً فشيئاً بسقف تطلعات رؤية 2030، والوصول بها إلى آفاق وحدود لم يكن يتوقعها أكثر الناس تفاؤلاً بها، وإذا كانت الاستثمارات والمشاريع التي كان أعلن عنها الأمير محمد بن سلمان في وقت سابق، وفاجأ بها المواطنين والعالم، بعشرات المليارات، مثل الاستثمارات في شركات التكنولوجيا العالمية، أو مشروع "القدية" على البحر الأحمر، فإن مشروع "نيوم" وجهة المستقبل، الذي أعلن سموه عنه، أمس الثلاثاء، تتجاوز قيمته 1.8 تريليون ريال (500 مليار دولار)، وهو مبلغ أذهل المحللين، وقالوا إن المملكة تقتحم عصر التكنولوجيا والتقنية بكل ثقلها، عازمة على التغيير الحقيقي والشامل، ومشاركة الدول الكبرى والعظمى في توجهاتها العلمية والعملية، مهما كلفها الأمر من مال وجهد.

دول الجوار

والجميل في مشروع "نيوم"، أن ثماره لن تقتصر على المملكة العربية السعودية، وإنما ستعمّ أيضاً دولتي مصر والأردن، اللتين تشاركان المملكة تطلعات المستقبل العلمي. ويرى محللون أن إعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتفاصيل المشروع وأهدافه وتطلعاته، فيه إشارة جلية على أن سموه يؤمن بأن قوة المملكة من قوة دول الجوار الشقيقة، وأنه لا مانع من أن تستفيد هذه الدول من إيجابيات هذا المشروع العملاق، الذي سيفتح أحضانه أيضاً للاستثمارات الأجنبية من دول العالم الأول، وهو ما دعا متابعين للتأكيد على أن المشروع لا يصبّ في صالح المملكة وحسب، وإنما في صالح العالم أجمع.

جيل المخترعين

ويؤكد محللون أن المشروع يؤسس لجيل من المخترعين السعوديين يستخدمون التكنولوجيا والتقنية في تحقيق أحلامهم وأحلام وطنهم، وأن تأسيس هذا الجيل يتطلب لفظ التفكير القديم، الذي يبدأ بحصول الشاب على شهادته، والتوجه بها إلى وزارة الخدمة المدنية، لتوجيهه إلى وظيفته الحكومية، التي يبقى بها، إلى أن يحال على التقاعد.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org