رسائل إلى من يهمه الأمر

رسائل إلى من يهمه الأمر

قبل أكثر من عامين، عندما أعلنت السعودية رؤية 2030، وما تضمنته من خطط وبرامج، تحمل وعودًا للجميع بمستقبل زاهر للاقتصاد السعودي، ردد البعض آنذاك أن الرؤية ربما بالغت في أحلامها وتطلعاتها، وهمسوا بأن تلك الأحلام والوعود قد تحتاج إلى عقود من الزمن كي تتحقق على أرض الواقع، وتوقع آخرون - وهم بدرجة "حاقدين" - أن تبقى الرؤية حبرًا على ورق.

لم يلتفت القائمون على تنفيذ الرؤية إلى مثل هذه الأقاويل والظنون الجوفاء، ولم يعيروها اهتمامًا، وأعلنوا أن قطار التنمية سيواصل مشواره وفق ما هو مخطط له، وطالبوا الجميع بالمشاركة في متطلبات الرؤية، وأن يساهموا في تحقيق بنودها.

في هذا المقال ـ بالطبع ـ لا أقصد الحديث عن رؤية 2030، وإنما قصدت الحديث عن حالة من الاطمئنان والتفاؤل التي تسري في داخل معظمنا نحن المواطنين، بالتزامن مع إعلان أي مشاريع جديدة هنا أو هناك. هذه الحالة أوجدتها رؤية 2030، ورسخها حرص ولاة الأمر وإصرارهم على تنفيذ متطلبات الرؤية في الوقت والمكان المقررين، مؤكدين أنه لا مجال للتراجع أو التأجيل.

لا أدرى لماذا شعرتُ بالاطمئنان الشديد على مستقبل السعودية، وامتد هذا الاطمئنان ليشمل مستقبل الأبناء والأحفاد فيها، بالتزامن مع حفل إعلان 1281 مشروعًا تنمويًّا، بقيمة تتجاوز 82 مليار ريال، دشنها ووضع حجر أساسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ في العاصمة الرياض وحدها. هذا الرقم من المشاريع والاستثمارات يعكس "رسائل عاجلة" إلى من يهمه الأمر من المستثمرين الأجانب والشركات العالمية ورجال الأعمال في الداخل والخارج، والمواطنين كافة، بأن المملكة عازمة على مواصلة المشوار الذي ابتدأته، وأن البلاد مُقبلة على عصر جديد كليًّا، هو عصر المشاريع النوعية والاقتصاد المزدهر، وجذب الاستثمارات الأجنبية، والعمل على مدار الساعة. وعلى المواطنين التأهب والاستعداد لما سيطلب منهم في المرحلة المقبلة من متطلبات جديدة، تحسِّن من مشهد السعودية في كل المجالات بلا استثناء.

قد يرى البعض عكس ما أراه وأشعر به، وحجتهم في ذلك كثرة لافتات لـ"الإيجار" أو "التقبيل" التي تعلو بعض المباني والمحال التجارية في جميع مناطق السعودية، ويستشفون منها تراجعًا في المنظومة الاقتصادية.. وأتفق معهم فيما وصلوا إليه، ولكن غاب عن هؤلاء أننا نعيش مرحلة إصلاحات اقتصادية شاملة، هدفها معالجة سلبيات وأخطاء الماضي، وتعزيز نسبة السعودة في القطاع الخاص، ووقف النزيف الذي أوجدته العمالة المخالفة. ومثل هذه المرحلة تحتاج إلى فترة من الوقت حتى تؤتي ثمارها، وتعاود منظومة الاقتصاد دورتها الاعتيادية في نشاط معهود.

أكرر مرة أخرى: إن المشهد الاقتصادي في بلادنا مطمئن للغاية، وإن غدًا سيكون أفضل من اليوم، وعلى الجميع التأكد من أن قيادتنا الرشيدة تعمل ليلاً ونهارًا من أجل تحقيق كل الطموحات والأحلام والتطلعات.. وقريبًا سنكون على موعد لقطف الثمار.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org