"العنزي" يربط بين قصة صديقه المريض منذ 15 عاماً وإعلان "تقويم التعليم"

استغرب المؤتمر الصحفي وثمّن خطوة وزارة التعليم
"العنزي" يربط بين قصة صديقه المريض منذ 15 عاماً وإعلان "تقويم التعليم"

ربط أستاذ الصحافة ووكيل كلية الإعلام والاتصال للتطوير والجودة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية صالح بن زيد العنزي، بين قصة صديقه المصاب بمرض منذ 15 عاماً وهو يطوف مستشفيات العالم، وبين إعلان هيئة تقويم التعليم والتدريب لنتائج تطبيق الاختبارات الوطنية لعام 2018م، وذلك مقاله في صحيفة عكاظ، متسائلاً: ما الجديد في الإعلان ولماذا هذا التوقيت؟

وكتب العنزي في بداية مقاله يقول: ذكرني هذا المشهد بهيئة تقويم التعليم والتدريب، التي أعلنت نتائجها وأبانت أن أداء البنات أعلى من أداء البنين، ويُظهر وكأنها وضعت يديها على اكتشاف تربوي وبيانات ثمينة لم تكن معلومة، وأن هذا سبق تربوي لابد أن يُحتفى به ويطوف على عقول أفراد المجتمع، بينما الواقع والمنطق أن وزارة التعليم في وقتها الحالي بدأت خطواتها الإصلاحية العاجلة وفق بيان الوزارة منذ أشهر، هذا باختصار خلاصة ما يدور بين هيئة تقويم التعليم والتدريب ووزارة التعليم، فالوزارة تعلم أن نتائج طلابها متدنية في الاختبارات الدولية كاختبارات TIMMS -الاتجاهات العالمية في التحصيل الدراسي للرياضيات والعلوم-؛ حيث احتلت المملكة مستويات منخفضة جدّاً في نتائج هذه الاختبارات، كما أظهرت أن المملكة هي الدولة الأولى على مستوى العالم التي كان أداء البنات فيها أعلى من أداء البنين بفروق ذات دلالة إحصائية في نتائج 2015م، وللمهتمين - يمكن الرجوع إلى موقع- http:/‏‏/‏‏timssandpirls.bc.edu/‏‏. والسؤال الذي يبرز هنا ما الجديد في إعلان هيئة تقويم التعليم والتدريب؟! ولماذا الإعلان في هذا الوقت؟

وواصل: إن الخطوة التي أقدمت عليها هيئة تقويم التعليم في إعلان هذه النتائج ولأول مرة أمام المجتمع من خلال المؤتمر الصحفي وتقديمه على أنه يأتي في إطار من الشفافية فهو في جوهره مطلب مجتمعي، إضافة إلى أنه متطلب مهني من قيادات التعليم في الوزارة والهيئة والجامعات وإدارات التعليم ومديري المدارس والمعلمين وأولياء الأمور وحتى الطلاب، لرص الصفوف وتوحيد الجهود لمعالجة هذه الأزمة، إلا أن محاولة إبراز هذا الحدث وتعظيمه من خلال مؤتمر صحفي أثار سؤالاً مشروعاً ما زال يبحث عن إجابة.

وتابع: مما زاد الوضع تأزماً في الابتعاد عن هذه الغاية إطلاق التغريدات من رئيس الهيئة على شبكات التواصل الاجتماعي والتي أثارت علامات استفهام كبيرة نحو طبيعة مرحلة التعاون القادم، وأثارت مستوى من الحساسية في العلاقات المهنية بين الهيئة والوزارة في مقتبل الأيام، إذ لا يوجد تفسير علمي أو منطقي لهذه التغريدات وخصوصاً إذا ما تمت مقارنته بسياسة من تولى دفة الهيئة في السابق من القيادات الوطنية، أو مقارنته بسياسات الخبراء المهنيين في مؤسسات التقويم الدولية، ويزداد الموضوع إثارة أن منصبه هو منصب غير تنفيذي في الهيئة.

واستطرد: إن هذه النتائج هي معروفة لقيادات الوزارة، ومن بينهم رئيس هيئة تقويم التعليم والتدريب حينما كان وزيراً للتعليم وغيره من المهتمين، حيث كانت الوزارة تدفع مبالغ مالية للاشتراك في الاختبارات الدولية، وتتحمل التكاليف على المستوى الداخلي في صرف مكافآت للجان والأفراد لتطبيق هذه الاختبارات، كما ينصرف جزء من أوقات المشرفين التربويين والقيادات في الهيئة وفي وزارة التعليم وفي إدارات التعليم على الإشراف على هذه الاختبارات وتصحيحها وهذا هو الآخر مُكلف مادياً، والسؤال الذي يبرز هنا وبعد هذه الجهود البشرية والمصاريف المادية هل استفادت قيادة الوزارة في الفترة الماضية من هذه النتائج أم أنها كانت تمر مرور الكرام؟ وهل كانت الوزارة تنتظر تأكيدات هيئة تقويم التعليم والتدريب على نتائج الاختبارات الدولية؟ ألم تكن تصنيفات المؤسسات الدولية للنظام التعليمي في المملكة كافية في إحداث انتفاضة لدى قيادة وزارة التعليم في الفترة الماضية كي تقوم بواجباتها وإصلاحاتها التربوية اللازمة؟

وأضاف: حتى أكون أكثر إنصافاً دعونا ننظر كيف تم التعامل مع أزمة تدني أداء مخرجات التعليم، وأن يكون الحُكم قائماً على التوسل بالحقائق على الأرض في كيفية التعامل مع أزمة الضعف التي تُعاني منها مخرجات وزارة التعليم، أو بمعنى آخر نقارن بين فترتين تاريخيتين في كيفية التعامل مع حالة الضعف التي تعاني منها مخرجات وزارة التعليم على الرغم من أنها مقارنة غير عادلة في مداها الزمني.

وكشف أن الفترة الحالية التي تعيشها الوزارة هي -وبكل موضوعية- فترة تتماهى مع التحول الذي تعيشه المملكة في ضرورة أن تتحول المدرسة وإدارة التعليم والوزارة إلى مؤسسات ذات كفاءة اقتصادية إنتاجية عالية بمفهوم اقتصاديات التربية، وأن يُعادل مستوى مخرجات المؤسسات التعليمية -على الأقل- مع ما يصرف عليها من ميزانية الدولة، وألا يُركن إلى رؤى تربوية تستمتع بها العقول دون أن تُترجم إلى أرض الواقع على هيئة نتاجات مقاسة.

ودعا في ختام مقاله وزير التعليم ومعاونيه من نواب ووكلاء وزارة ومديري تعليم ومشرفين تربويين ومديري مدارس ومعلمين أن يستمروا في إصلاحاتهم العاجلة حيث الرؤية الواضحة، وأن يمضوا نحو تحقيق الإنجازات النوعية، دون الالتفات لأي تجاذبات تجرهم إلى الخلف.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org