"أنا ويني فيه".. أسرار 11 عاماً في مرافقة فاقدي الوعى يكشفها مقيم: "لن أنسى"

حاول في البداية ترك المهنة ثم حلّت الراحة النفسية: الآن أعرف مطلبهم بالنظرة
"أنا ويني فيه".. أسرار 11 عاماً في مرافقة فاقدي الوعى يكشفها مقيم: "لن أنسى"

على بُعد متر من أسرّة المرضى فاقدي الوعي، يكشف مقيم آسيوي أسرار 11 عاماً رافق فيها 16 مريضاً بمستشفى الأفلاج، توفي ثمانية منهم، ولا تزال ذكرياتهم عالقة بذهنه.

وفي التفاصيل، قال المقيم البنجلادشي "منير" لـ"سبق": "لازمت 16 مريضاً فاقداً للوعي على مدار 11 سنة بمستشفى الأفلاج أغلبهم مصابون في حادث أو بـ"جلطة"، وآخرون وهم قلة مصابون بشلل رباعي غير فاقدي الوعي، ولكن هناك من لا تزال ذكرياته عالقة بذهني".

الراحة النفسية

وأضاف: "الأيام الأولى لي مع المرضى كنت متضايقاً لكثرة المناظر والمواقف المحزنة، وكنت أحاول ترك هذه المهنة والبحث عن غيرها، ولكن بعد استمراري واحتسابي الأجر في مساعدتهم وتنظيفهم أحسست بالراحة النفسية أكثر؛ بل إني أثناء تمتعي بالإجازة في بلادي أشفق وأحزن على هؤلاء المرضى، وأصبحت لا أرتاح لفراقهم، وأيقنت بأني لن أبحث عن عمل ما دمت بالمملكة إلا هذه المهنة".

مواقف محزنة

وأوضح: "توفي من المرضى الذين عاشرتهم ثمانية، وهناك شخصان منهم لم أنسَ ذكريات حياتي معهم، فذات يوم قمت بتنظيف وترتيب ملابس أحد المرضى قبل صلاة الظهر، وبعد عودتي من الصلاة لقيته قد فارق الحياة وتأثرت كثيراً، واتصلت بذويه وأخذوه لمثواه الأخير، فهذا الموقف بقي معي وأحزنني، ولا يزال عالقاً بذاكرتي".

وتابع: "أما الآخر فكان مصاباً بشلل رباعي، وكان من أقرب المرضى المنومين إلى قلبي، وكان بيني وبينه صداقة استمرت 8 سنوات، وبعد وفاته حزنت كثيراً؛ لأنه الوحيد من المرضى الذين كنت أرافقهم يشاطرني الحديث وأقضي معه وقت الفراغ".

"أنا ويني فيه"

وأردف: "ومن المواقف التي فرحت بها أن مريضاً مِمّن كنت مرافقاً لهم وكان في غيبوبة طيلة عام، إذا به يتكلم بهذه العبارة "أنا ويني فيه"، فتحدثت معه وأخبرته بأنه منوم بمستشفى الأفلاج، وعلى الفور قمت بالاتصال بذويه وبشرتهم، وحضروا، وكان ذلك الموقف من المواقف السعيدة التي مرّت عليّ".

واختتم قائلاً: "بعض المرضى لا يقدر على الحديث، والآخر فاقد الوعي، ولكن السنوات الكثيرة علّمتني التعامل معهم بطريقة خاصة؛ ألبي طلباتهم من نظراتهم، فلم أعد أجد الآن أي صعوبة في مساعدتهم".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org