شاهد .. مسجد الملك فيصل بإسلام آباد

"سبق" رصدت إبداعات البناء الشامخ ودروب الجمال
شاهد .. مسجد الملك فيصل بإسلام آباد

يعتبر مسجد الملك فيصل من أجمل المساجد في العالم، "سبق" زارت المسجد ورصدت عدستها إبداعات البناء الشامخ ودروب الجمال، لتروي لكم الحكاية منذ بدايتها، أي من عام 1959 بالتحديد، حيث زار الملك فيصل مدينة إسلام آباد في منطقة البنجاب، التي كانت في طريقها إلى الإعمار، وهناك اختار أرضاً في ضاحية عليا من المدينة، مساحتها 18 هكتاراً، وطلب تخصيصها لمسجد جامع كبير، قرر أن يموله من ماله الخاص.

ولا يشك الرائي أن البناء الأبيض الضخم الذي يلمحه من أقصى مدينة إسلام آباد، هو مسجد الملك فيصل، إذ إن مآذنه الأربع تشكل ملمحاً متفرداً وشاهداً على الجمال والإتقان الذي يحمل اسم مؤسسه، ويعتبر من أضخم وأميز مساجد العالم.

وبعد اجتياز ممر ودرجات عدة، نصل إلى فناء واسع، هو صحن المسجد، حيث نرى الميضأة الكبرى التي تسع 185 متوضئاً في وقت واحد، لكل مقعده الحجري، وصنبور المياه الذي ينصب على جدول طويل يعلوه جدار مزخرف بنقش هندسي بديع، وفي وسط الصحن بركة ماء واسعة بقطر عشرة أمتار، حولها فرشت الأرض بالغرانيت الإيطالي الثمين.

ويبدو المسجد مثل كتلة رخامية أشبه بالخيمة، وفي أطرافها الأربعة، أربعة أوتار ناهضة في الفضاء، هي المآذن الأربع الرمحية الشكل.

وعمارة هذا المسجد رائعة إنشائية، إذ لا تعتمد على عضادات أو حوامل، وسقفها محمول بذاته، ودرست بشكل متقن حتى استطاع المهندس الاستغناء عن الحوامل، الضرورية والتي لا بد منها في العمارة التقليدية، ولعبت المآذن الأربع دوراً أساسياً في تثبيت البناء، إذ إن أساساتها العميقة كانت كافية لدعم أركان المسجد الأربعة.

وعندما تدخل الصحن فإن الضوء الذي ينساب من الفتحات العلوية والجانبية يجعل النهار مستمراً داخل المسجد، الذي يقوم على مساحة 4900 متر مربع، ويتسع مع الأراضى المحيطة فيه لنحو 300 ألف مصل، ويغطيه سجاد فاخر مخطط بزخارف محرابية، تنظم المصلين في ركوعهم وسجودهم، وتتدلى من مركز السقف ثريا ضخمة يبلغ وزنها ستة أطنان، ومن جهة القبلة ينهض محراب رخامي أبيض ينفتح على هيئة كتاب، في وسطه زخرف يتكرر فيه اسم الله تعالى.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org