قطر.. والأسئلة الحائرة

قطر.. والأسئلة الحائرة

اليوم.. يبدو أن ألاعيب مثلث الشر في المنطقة "قطر وتركيا إيران" باتت على المكشوف؛ فكل دولة تعلن خططها للإطاحة بالدول العربية وإضعافها على الملأ، غير عابئة بنظرات العالم إليها، بعدما انكشفت ورقة التوت التي كانت تستر بها عوراتها..

اليوم.. يظهر الوجه القبيح للدوحة، والنية السيئة لأنقرة، والخبث الدفين لطهران، هذا الثلاثي الذي لا يمانع أبدًا في أن يتحالف مع الشيطان نفسه من أجل تنفيذ أجندته في تدمير دول المنطقة، وإثارة الفتن فيها..

اليوم.. نحن أمام مشهد واضح المعالم، ومحدد الملامح، عنوانه الأبرز أن العالم العربي مستهدف من هذا الثلاثي، الذي لا يفوت أي فرصة لتوجيه الضربات الموجعة إلى جسد الأمة.. فـ"قطر" تستضيف وتحتضن المعارضين للأنظمة العربية على أراضيها، وتعقد صفقات مع المليشيات والجماعات الإرهابية في وضح النهار، و"إيران" تدعم كل اضطرابات تظهر في المنطقة، وتثير الفتن، وتساند الحوثيين الانقلابيين في اليمن، وتتدخل في الشأن الداخلي لجيرانها، و"تركيا" ليس لديها سوى حادث مقتل جمال خاشقجي، الذي حوَّلته إلى مسلسل تركي ذي حلقات لا تنتهي.

قد يبدو الأمر مبررًا لإيران التي تختلف في عقيدتها عن عقيدة دول المنطقة، وتشعر بالحقد على الجميع، خاصة المملكة العربية السعودية التي استطاعت أن تجمع الدول العربية والإسلامية حولها، وأن تنبه العالم لخطورة إيران على الأمن والسلم الدوليَّين، وقد يكون الأمر مبررًا أيضًا لتركيا، التي يرأسها أردوغان الحالم بإعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية، ويعتقد أن هذا سيتحقق بالاستبداد والاستحواذ على جميع السلطات، والسيطرة على كل شيء حوله، ولكنه ليس مبررًا من "قطر"، تلك الدولة "العربية الإسلامية السنية الشقيقة والعضو في جامعة الدول العربية وفي مجلس التعاون".

ما يفعله تنظيم الحمدين في قطر هو عداء لجيرانه، تجاوز كل الحدود، بل إنه تخلى عن مبدأ السرية والخفاء الذي حافظ عليه في سنوات مضت، وبات الأمر على الملأ، وليس هناك دليل أوضح على ذلك من محاولة قطر السيطرة على المجلس العسكري في السودان، وإغرائه بالمال والسلاح؛ لكي يكون لقمة سائغة في يد الدوحة، بيد أن أعضاء المجلس تنبهوا للأمر، ووجهوا له صفعة قوية برفض مقابلة وفد الدوحة، وأعادوه حاملاً أذيال الخيبة والعار. ولا نستبعد أن يوجه هذا المجلس ضربة مماثلة إلى أنقرة قريبًا بإلغاء اتفاقية تطوير جزيرة سواكن المطلة على البحر الأحمر، ويطمح أردوغان إلى تحويلها إلى قاعدة عسكرية للتضييق على مصر.

وهنا تقفز الأسئلة الحائرة إلى الأذهان: ماذا تحتاج قطر من أدلة لتدرك أن مخططها لدمار الدول العربية قد انكشف تمامًا؟ وماذا تحتاج من براهين حتى تعرف أنها أصبحت دولة منبوذة ومكروهة من كل الأنظمة العربية؟ وما هو الثمن الذي ستحصل عليه من معاداة أشقائها؟ والسؤال الأهم: ما هي الإجراءات التي سيتخذها العرب لوقف خطر مثلث الشر؟

الوطن العربي اليوم في مفترق طرق، ويحتاج إلى وحدة وتحالف لمواجهة الأخطار المحدقة به، ولا بد أن يبدأ هذا التحالف من اليوم، ولا ننتظر للغد؛ فلا يوجد وقت نضيعه في الانتظار والترقب، ولا بد أن نكون "فعلاً"، وليس "رد فعل"، أمام أي مخططات تستهدف أمننا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org