معلم فلسطيني عاش في "شمران عسير" وودعها بقصيدة قبل وفاته

"الشمراني" لـ"سبق": علاقة قبائلنا معه استمرت نصف قرن
معلم فلسطيني عاش في "شمران عسير" وودعها بقصيدة قبل وفاته

تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في منطقة عسير خلال الأيام الماضية، قصيدة لمعلم فلسطيني يدعى "شفيق عبدالله حامد"، يودع فيها أهالي أدمة شمران بمنطقة عسير عندما عمل فيها عدة سنوات ولقي الحب والوفاء من أهلها حتى صار واحداً منهم يحضر أفراحهم وأحزانهم الخاصة والعامة، وانتقل بعدها للأردن قبل أن ينتقل إلى رحمة الله تعالى.

وقال لـ"سبق" الشاعر مسفر بن شنيف الشمراني الذي أنشد قصيدة المعلم رحمه الله: "نشأت بين معلم اللغة العربية شفيق عبدالله حامد، فلسطيني، يرحمه الله، وقبائل شمران في منطقة عسير علاقة قوية، بدأت قبل أكثر من نصف قرن".

وأضاف "الشمراني": "عندما تم تعيينه معلماً في مدرسة أدمة شمران الابتدائية في مطلع شبابه استمرت تلك العلاقة حتى وفاته في الأردن، وتواصلت بعد ذلك مع أبنائه الأربعة الذين يقيمون حالياً في السعودية حتى اليوم".

وتابع الشمراني: "المعلم الراحل تتلمذ على يديه أجيال من الرعيل الأول في أدمة شمران "البشائر" حالياً، وانصهر مع المجتمع في أفراحهم وأتراحهم ومناسباتهم الخاصة والعامة، حتى صار واحداً منهم، ثم انتقل بعد ذلك إلى إدارة التعليم في بيشة، وعمل مشرفاً تربوياً للغة العربية لعدة سنوات، ثم غادر بعدها إلى الأردن، وأقعده المرض هناك".

وأردف "الشمراني": "المعلم الراحل كتب قصيدة بالفصحى تصف مدى وفائه ومحبته للإنسان الذي بادله الحب بالحب، والمكان الذي قضى على ثراه أجمل أيام حياته، ليرحل عن الدنيا ولم يكتب له ما تمنى في القصيدة، حيث إن القصيدة أبكت محبيه."

وفيما يلي نص القصيدة للمعلم شفيق -رحمه الله-، والتي أبدع في إنشادها الشاعر والمنشد مسفر بن شنيف الشمراني:


سقاك الله يا شمران مغنى
على أوتار قلبي ذبت لحنا
رضعت هواك يا شمران طفلاً
وها قد شابت الدنيا وشبنا
تقادمت العهود بنا ولكن
لواعج شوقنا تنساب مزنا
يحن لساكني شمران قلبي
وكّنا عن هوى شمران تبنا
أسائل ساري السخماتي عنهم
أذوب لبعدهم كمداً وحزنا
يطول فراقهم ويزيد شوقي
وكم من لوعة الهجران ذقنا
فأرسلها دموعاً هاطلات
فقلبي في هوى شمران جنّا
قضيت العمر في هم وغم
وترحال وفي قالوا وقلنا
تكّدر عيشنا من بعد صفوا
كأنا للمآسي قد خلقنا
حياتي بعدكم لا خير فيها
بعد فراقكم للعيش معنى؟
عسى الرحمن يجمعنا قريباً
وترحل سانحات الشؤم عنا
وإن جرت الأمور بغير هذا
فخطوا فوق قبري مات حزنا
نهاية هذه الدنيا فراق
وما فيها من اللذات يفنى

وقال لـ"سبق" الدكتور سعيد بن محمد القرني، وكيل معهد المخطوطات وإحياء التّراث الإسلاميّ للشؤون الفنّيّة والتّطوير بجامعة أمّ القرى: "رحمك الله معلّمنا الخير كان موجّهاً بإدارة تعليم بيشة في اللغة العربيّة، وقد كان يزورنا لِماماً في ثانويّة سبت العلاية ومن قبل في متوسّطة البظّاظة؛ فنسمع منه ما تقرّ به العين، ويسلو به الفؤاد من لطيف القول وشريفه".

وأضاف الدكتور "القرني": "المعلّم سرّ نجاح الطّالب وتفوّقه، ومن برع في تعلّم اللسان العربيّ برع في تعلّم أغراضه العلميّة والعمليّة معاً".

وتابع "القرني": "تخيّرتَ نغَماً صادقاً مصوّراً خير تصويرٍ معاني القصيدة أصداراً وإعجازاً، وبارك الله في شمران بشراً ومدراً، وجمَع بنيها الخلص بمعلّمهم شفيق الّذي كان مشفقاً عليهم رحيماً بهم حتّى علّمهم ما لم يكونوا يعلمون، لن نكتب على قبرك: قد ماتَ حُزناً، بل: ماتَ فرحاً بلقاء رَبِّهِ على ما قدّم".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org