"لا تهش ولا تنش".. تقرير لـ"الإخبارية" يثير الجدل.. سياحة الباحة وأوراق مغرية!

قدّم قراءة في مقومات جذب المنطقة وانتقادات و"سبق" ترصد آراء المؤيد والمعارض
"لا تهش ولا تنش".. تقرير لـ"الإخبارية" يثير الجدل.. سياحة الباحة وأوراق مغرية!

أبدى عدد من إعلاميي منطقة الباحة، تحفظهم على التقرير المثير للجدل الذي ظهر في نشرة السادسة على القناة الإخبارية، عن نقص بعض مقومات السياحة في المنطقة للإعلامي خالد ربيع؛ فيما ذهب آخرون للتأييد المطلق لما ورد في التقرير وأن المنطقة بحاجة لبعض الخدمات التي يعتبرونها أساسية للأهالي قبل السياح، وبين الرأيين رأي ثالث يرى حقيقة الاحتياج؛ لكن عدم مناسبة التوقيت الذي يصادف بدء الموسم السياحي.

وطرحت "سبق" تساؤلات عن مقومات السياحة بالمنطقة وما جرى إثارته، على عدد من الإعلاميين بالباحة في صحف وقنوات تلفزيونية عدة؛ حيث تباينت آراؤهم بين مؤيد ومعارض.

مشاريع تحتاج إلى من لم يبادروا!

قال رئيس المركز الإعلامي بالباحة جمعان الكرت: "وددت أن أشير إلى مفهوم المقومات السياحية الذي ربما لم يكن واضحًا للزميل خالد ربيع، فالمقومات السياحية الطبيعة كالجبال والسهول والأودية والصحاري والسواحل والمناخ والتراث العمراني من مبانٍ وحصون وقلاع ومدرجات زراعية والموروث الثقافي من عادات وتقاليد ورقصات شعبية وأكلات وملابس تقليدية وصناعات يدوية، والعمق التاريخي من نقوش ورسوم وكتابات في الصخور، وهنا نستطيع القول إن منطقة الباحة زاخرة بتلك المقومات، نعم زاخرة؛ طبيعتها جاذبة ومناخها متنوع صيفًا وشتاء وجبالها تكتسي بالغابات والنباتات لنستطيع القول إنها حديقة واسعة؛ فضلًا عن البنية التحتية فالطرق تصل لكل القرى والمدن والأحياء والكهرباء تغطي كامل المنطقة".

وأضاف: "أما فيما يتعلق بالتسهيلات التي تخدم القطاع السياحي كما أشار التقرير كالمطاعم والمقاهي والفنادق؛ فهذه المشاريع تحتاج إلى مبادرات من رجال الأعمال، وكثيرًا ما تعطى لهم فرص استثمارية إلا أن ذلك لم يتحقق، وكانت إمارة المنطقة قد نظمت ملتقى كبيرًا لرجال المال والأعمال من أبناء المنطقة وغيرهم، ومع الأسف لم يبادروا، وهذا العزوف لا ينسجم مع رؤية 2030 التي تشجع المبادرات المجتمعية، وهذا الذي نطمح له ونتمنى أن يتحقق ليس من الآن بل منذ عشرات السنين الماضية".

وتابع: "منطقة الباحة تحتاج إلى وقفة صادقة ومخلصة من رجال الأعمال لإقامة مشاريع تخدم السياحة وتخدم التنمية؛ لا سيما وأن السياحة صناعة بكل ما تعنيه من مدلولات ومفاهيم، فالسياحة صناعة ناجحة، والباحة لديها المقومات التي تسهم في نجاح هذه الصناعة، وأمير منطقة الباحة الدكتور حسام بن سعود في لقاءاته وكلماته يحث على أهمية الشراكة المجتمعية ببناء الفنادق والمجمعات السياحية، والكرة في مرمى رجال الأعمال، والباحة مقبلة على سياحة مزدهرة بإذن الله".

باحتنا ستشيخ واللجان "لا تهش ولا تنش"

وأوضح الإعلامي في قناة "الإخبارية" عبدالله الراشد: "التقرير ذكر مقومات الطبيعة في الباحة وأصاب، فالباحة تملك المقومات الطبيعية الرائعة، بالإضافة لروعة الطقس وحتى المنتزهات الطبيعية التي كان السياح يبحثون عنها أصبحت مواقع غير مرغوب فيها لضعف الاهتمام، وأصبحت شبه مهملة وشبه مهجورة كمنتزه (القمع)".

وأردف: "البنية التحتية ضعيفة في الباحة، نعم، فنادق قليلة، مطاعم شهيرة معدودة، وتوقيت الانتقاد صحيح، ونتمنى من المسؤولين الاستفادة من مقومات الباحة الطبيعية الفريدة؛ وإلا فإن هذه الباحة الجميلة ستشيخ سريعًا إن لم تجد اهتمامًا، والأمير حسام يتمنى من الجميع الالتفاف حول الباحة، الجمعيات كثيرة واللجان كثيرة؛ ولكن لا تهش ولا تنش".

جهود كبيرة والمطالبة لتبقى الباحة أجمل

وقال الإعلامي في صحيفة "المدينة" علي محمد العويفي: "المتابع للجهود المميزة التي يبذلها أمير الباحة الأمير الدكتور حسام بن سعود آل سعود وتنقله من وزارة لأخرى ودعواته المستمرة للوزراء ووكلائهم والمسؤولين لزيارة الباحة ليقفوا بالفعل على مشروعات وخدمات منطقة الباحة وأهلها، وكذلك دعوته لرجال الأعمال للاستثمار بها ودعمه للإدارات بالمنطقة والمحافظات؛ جهود تذكر فتشكر، وأهل الباحة يشهدون التطور الذي شهدته، ولا ننتقص من الجهود الكبيرة التي قدمت ولكن ما زالت بحاجة لدعم من المسؤولين بالوزارات، الأمير يريد أن يرى تلك التقارير المقدمة إليه من مديري الإدارات عن الخدمات واقعًا ملموسًا ينعم بها أهلها وزوارها الكرام، والمطالبة بالتطوير مستمرة حتى تبقى باحتنا أجمل، والإدارات تعمل جاهدةً على ذلك؛ وذلك حتمًا لا ينقص من مكانة الباحة سياحيًّا أو جهود القائمين على تطوير المنطقة".

أوراق مغرية وكلمات رنانة

وبيّن منصور الغامدي من صحيفة "الوطن"، قائلًا: "كل جهة حكومية على عاتقها الشيء الكثير، المنتدى الاستثماري ذهب أدراج الرياح، ومنتدى رجال الأعمال قبل أكثر من سنة، أوراق مغرية وكلمات رنانة لم يبقَ منها إلا ذكريات الزيارة".

وقال المشرف العام لسناب "الباحة الآن" محمد الزهراني: "المشكلة في دور الإيواء، لا يوجد إلى الآن فنادق خمس نجوم، والزميل خالد كان صادقًا في النقد لهذه النقطة، والجميع معترف بها، والأمانة يقع على عاتقها الكثير، أين المواقع الاستثمارية المميزة لجذب رجال الأعمال؟ رجل الأعمال يحسب لأي ريال قبل أن يتقدم؛ فمن الضروري أن تعمل الأمانة مع الجهات الأخرى لجذب رجال الأعمال للاستثمار في المنطقة".

تقرير رائع ووقت خاطئ

وأوضح الإعلامي في قناة "العربية" سامي شريم الزهراني: "التقرير رائع جدًّا، والنقد الإيجابي متميز؛ ولكن التوقيت خاطئ فكل المناطق تظهر استعداداتها، والباحة كأنها تقول غير مستعدة".

وأضاف محرر صحيفة "عكاظ" عبدالخالق ناصر الغامدي: "تقرير الزميل تقرير جميل، ووضع النقاط على الحروف، وأبرز المعاناة للجميع، الخدمات يجب أن تكون على مدار العام، هذا هو العمل الإعلامي الصحيح؛ حيث يبتعد الإعلامي النزيه عن المجاملات والتطبيل على حساب المنطقة".

نحتاج إلى هيئة تطوير منطقة الباحة

وقال الإعلامي في وكالة الأنباء السعودية عثمان الشعلاني: "الباحة بالفعل مظلومة، ولا بد من الطرح، وكان طرحه بناء وليس فيه أي شيء فيما يخص جمال أجواء وطبيعة الباحة؛ بل تحدث عن واقع نحن نعيشه قبل السائح والزائر، الإنترنت سيئ والفنادق والشقق والمنتجعات لا توجد، وإن وجد شيء فليس كالذي نراه في مناطق المملكة، لدينا مواقع مطلة لا بد أن تستغل، والآن نحن في أزمة المياه، نحن بحاجة فعلًا إلى هيئة تطوير منطقة الباحة".

رأس المال جبان

وقال رئيس المركز الإعلامي بالحجرة علي عبيد الصلاحي: "رأس المال جبان ورجال الأعمال لن يأتوا دون أن يشاهدوا نهضة في كل القطاعات وتسهيلات من كل الإدارات وبنية تحتية جيدة من الطرق والمواصلات وشبكات الجوال وغيرها؛ فالحصان هو من يجر العربة؛ ولذا فإن على إداراتنا ومسؤولينا بالمنطقة واجب كبير جدًّا، إن أرادوا تغيير وجه المنطقة".

صناعة سياحية واعدة

وأوضح الإعلامي بصحيفة "إشراق لايف" بخيت طالع: "يمكن القول إن المكون السياحي -كمفهوم عام- كتلة واحدة مترابطة تتألف من عدة حلقات، وغياب حلقة واحدة أو عدة حلقات لا يقدم لنا المعطى السياحي الطموح، الطبيعة الجميلة تُعتبر حلقة مهمة، ولا شك والطقس المعتدل هو الآخر حلقة أخرى؛ لكنهما يظلان بحاجة لمعاضدة حلقات أخرى، تكمل منظومة البنية التحتية المتكاملة والمتفاعلة مع بعضها؛ لما يُعرف بـ"صناعة سياحية واعدة".

تجربة واقعية مريرة!

وقال مدير المركز الإعلامي بنادي العين ورئيس تحرير صحيفة "الباحة" اليوم أحمد راشد: "تجربة واقعية وليست من وحي الخيال من منطقة الباحة على المستوى الرياضي قرابة 13 ناديًا؛ منها أندية في الدوري الممتاز تحاول جاهده إقامة معسكرات خلال هذا الشهر في الباحة، وتعذر عليهم ذلك لعدم وجود أي مقومات أساسيه في المنطقة!

كما ذكر رئيس النادي الأدبي بالباحة الشاعر حسن الزهراني، تجربة قاسية مماثلة؛ ولكنه فضّل عدم نشرها إعلاميًّا.

"جميلة الجميلات" والسياق

يُذكر أن مراسل قناة "الإخبارية" صاحب التقرير المثير للجدل خالد ربيع، كان قد صرح لـ"سبق" بقوله: الباحة على رأس المصائف ومقصد السائح من مختلف مناطق المملكة ودول مجلس التعاون، وهي ضمن 10 وجهات سياحية في المملكة؛ وذلك بما لديها من مقومات طبيعية وبدعم من أميرها الدكتور حسام بن سعود الذي نذر جهده ووقته لتطويرها وجعلها "جميلة الجميلات" كما أطلق عليها.

وأضاف: "وعندما انتقد الخدمات الفندقية أو خدمات الاتصالات والإنترنت هو فقط لتجويد الخدمة وتحسينها؛ فهدفنا مع الجهات الحكومية والخدمية مشترك وهو المساهمة في التنمية والتطوير، وتقاريري في القناة الإخبارية تؤكد محبتي للمنطقة بغضّ النظر عن إخراج البعض لما ذكرته بغير سياقه وهدفه".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org