"آركو" و"الألكسو" تُواجهان خطورة تشكيل جيل عربي محروم من التعليم

مطالبة بتكاتف الدول العربية لمواجهة تشتت هوية أطفال اللاجئين العرب
"آركو" و"الألكسو" تُواجهان خطورة تشكيل جيل عربي محروم من التعليم

أكد الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر (آركو)، الدكتور صالح بن حمد السحيباني، أهمية العمل نحو التشجيع الفاعل لنشر ثقافة السلام والتسامح بين المتطوعين في الجمعيات الوطنية العربية والجهات المعنية؛ في ظل الأوضاع الراهنة التي تحتاج من كل المنظمات الإنسانية والاجتماعية إشاعة هذه الثقافة والارتقاء بأسلوب التعامل والتسامي عما قد يواجهه المتطوعون والعاملون في تلك الجمعيات من مواقف من المحتاجين والمنكوبين؛ تقديراً للظروف الصعبة التي يمرون بها؛ مشيداً في الوقت نفسه بما يتمتع به أولئك العاملون والمتطوعون في الجمعيات الوطنية العربية؛ من صفات نبيلة، وما يتحلون به من قيم ومبادئ كريمة؛ مشيراً إلى أن مثل هذه البرامج تأتي اهتماماً بالمتطوعين الجدد والملتحقين حديثاً بالعمل الإنساني.

جاء ذلك في لقائه بالدكتور سعود بن هلال الحربي مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) في تونس مؤخراً؛ حيث جدّد السحيباني التهنئة للحربي على توليه منصب إدارة الألكسو.. بحثَا بعدها عدداً من المواضيع التي تهم المنظمتين على ساحة العمل الإنساني العربي المشترك، وشهد اللقاء توقيع مذكرة تفاهم تهدف إلى تضمين الجهود المشتركة بين المنظمتين، وتكامل دورهما وتنسيق جهودهما في ظل استعداد جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر من أعضاء المنظمة للتنسيق مع الألكسو، وتحقيق ما تصبو إليه خدمةً للأشقاء اللاجئين والمنكوبين.

ويؤكد هذا اللقاء بحث مستقبل التعاون بينهما؛ ومن ذلك تعليم الأطفال العرب اللاجئين في مناطق الصراع؛ الأمر الذي يدعو إلى حراك عربي ودولي كبير لمحو الأمية والجهل، والتي بدأت في تشكيل جيل من الأطفال يعيش معظمهم في مخيمات اللاجئين غير متعلم، ويفتقد للهوية، ومشتت التوجهات؛ وهو ما يجعل البلدان العربية في خطر في ظل صناعة العقول التدميرية والتخريبية؛ حيث اتفقت تطلعات المنظمتين تجاه مشاريعهما المستقبلية التي وقف التمويل المالي حائلاً دون التمكن من تنفيذ بعضها في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها بعض البلاد العربية، وهو ما يعطي -بكل أسف- مؤشراً سلبياً بدأ يتشكل مع سنوات اللجوء وبقائهم في المخيمات، ونقمتهم على المجتمع؛ وهو ما يجعلهم أدوات سهلة للإرهاب والعقول المدمرة.

الجدير بالذكر أن تقريراً صدر مطلع العام الحالي عن منظمة الأمم المتحدة لشؤون الطفولة "اليونيسيف"، كشفت فيه أن الصراعات في مختلف مناطق العالم تحرم 25 مليون طفل وشاب من فرص الوصول إلى المدارس؛ منهم (13.5) مليون طفل محرومون من تلقي التعليم في: (سوريا، واليمن، وليبيا، والعراق)، وقال التقرير: "إذا لم يتلقَّ هؤلاء الأطفال تعليماً مناسباً فسيدخلون في الغالب في حلقة مفرغة من العمالة غير العادلة والفقر، كما قد يكونون عُرضة للانتهاكات الجنسية والانضمام لجماعات متشددة".

وبحسب تقرير صادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ذكرت فيه أنه يفوق احتمال عدم ذهاب اللاجئين إلى المدرسة، المعدلَ العام بخمسة أضعاف. ولا يحصل الأطفال اللاجئون على التعليم الابتدائي سوى بنسبة 50%؛ وذلك مقارنة بالمعدل العام الذي يتخطى الـ90%.. وتتسع الفجوة مع تقدم هؤلاء الأطفال في السن؛ حيث لا يحصل سوى 22% من اللاجئين في سن المراهقة على التعليم الثانوي؛ مقارنة بالمعدل العام الذي يساوي 84%.. وعلى مستوى التعليم العالي، يرتاد أقل من 1% من اللاجئين الجامعات مقارنة بالمستوى العالمي البالغ 34%.

وأكدت المفوضية في تقريرها أن من بين الأشخاص الذي تُعنى بهم المنظمة وعددهم 16 مليون لاجئ، ثمةَ 6 ملايين لاجئ في سن الدراسة تتراوح أعمارهم ما بين 5 و17 عاماً.

ويُعتبر الحصول على التعليم بالنسبة لهذه الفئة المهمشة محدوداً، ولا يذهب أكثر من نصف هذا العدد -أي 3.7 مليون شخص- إلى المدرسة، كما لا يتلقى حوالى 1.75 مليون طفل لاجئ تقريباً التعليم الابتدائي؛ فيما لا يحصل 1.95 مليون لاجئ في سن المراهقة على التعليم الثانوي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org