إمام المسجد النبوي: الزمان يمضي والعمر يسير.. ولا مجال للهو والعبث

أوصى باتباع هدي النبي الكريم في صيام يوم عاشوراء.. واستعرض الدليل
إمام المسجد النبوي: الزمان يمضي والعمر يسير.. ولا مجال للهو والعبث

أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان، المسلمين بتقوى الله تعالى.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم: إن تقلب الأيام والليالي وسرعة الزمان وتغير الأحوال؛ لَدليل على الزوال والمآل، وعبرة لمن تعلق بالآمال، قال تعالى: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون}.
وأكد أن كل عام له أقداره وآجاله؛ داعيًا إلى اغتنام فرصة العمر والحياة بتقديم أزكى الأعمال.
وأضاف "البيعجان" أن التسويف في العمل حرمان ومبادرة للحياة قبل الموت، والفراغ قبل الشغل، والغنى قبل الفقر، والشباب قبل الهرم، والصحة قبل السقم؛ مستشهدًا بقوله تعالى {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قِبَل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون}؛ مشيرًا إلى أن عامًا انقضى وطُوِيت صحائفه، ولحظات العمر فرصة للعمل تستوجب الشكر، قال جل من قائل: {وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها}.
وأوضح أن الزمان يمضي، والعمر يسير، ولا مجال للهو والعبث والفراغ والسرف؛ مستشهدًا بقول الله تعالى: {قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين، قالوا لبثنا يومًا أو بعض يوم فاسأل العادين، قال إن لبثتم إلا قليلًا لو أنكم كنتم تعلمون، أفحسبتم أنما خلقناكم عبثًا وأنكم إلينا لا ترجعون}.
وقال إمام وخطيب المسجد النبوي: إن في انصراف الزمان وتقلب الأيام لأعظم مزدجر، وإن الظلم محرم في سائر الشهور؛ ولكنه في الأشهر الحرم أعظم حرمةً، كما الطاعات فيهن أجرها عظيم.. عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حرم؛ ثلاث متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان، أي شهر هذا؟) قلنا: الله ورسوله أعلم؛ فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: (أليس ذا الحجة؟) قلنا: بلى، قال: (فأي بلد هذا؟) قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: (أليس البلدة؟) قلنا: بلى، قال: (فأي يوم هذا؟) قلنا: الله ورسوله أعلم؛ فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: (أليس يوم النحر؟) قلنا: بلى، قال: (فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم؛ ألا فلا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض؛ ألا ليُبلغ الشاهد الغائب، فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض مَن سمعه)، ثم قال: (ألا هل بلغت؟ ألا هل بلغت؟) قلنا: نعم، قال: (اللهم اشهد).
ولفت الانتباه إلى أن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، صيام يوم عاشوراء، عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: قَدِم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: (ما هذا؟) قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى. قال: (فأنا أحق بموسى منكم)، فصامه وأمر بصيامه.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org