"كذبة رمضان".. عروض وتحذيرات.. كيف تغيّر المتسوق السعودي؟!

50 ملياراً تهدر سنوياً في الطعام.. والأسعار والرسوم تصنع الفارق
"كذبة رمضان".. عروض وتحذيرات.. كيف تغيّر المتسوق السعودي؟!

بدأت كبرى المراكز والمحال التجارية الإعلان عن بدء التخفيضات بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك، إلا أن الجهات المعنية؛ ومنها وزارة التجارة وحماية المستهلك دوماً ما تحذر المستهلكين من استغلال هذه المناسبات لتخفضيات وهمية هدفها جذب المستهلكين فقط، وينتح عنها شراء كميات مفرطة من المواد الغذائية والأجهزة الكهربائية بملايين الريالات.

وتفصيلاً، يقول الخبير الاقتصادي جمال بنون لـ"سبق": "منذ عامين ونمط التسوق لدى السعوديين يشهد تغيراً كبيراً سواء من حيث الشراء أو اختيار السلع، وحتى التأكد من جودة المنتج وانخفاض الأسعار، فهو لم يعد ذلك المتسوق الذي يركض دون تركيز أو يضيع أمواله في شراء كل ما يقع تحت يده، أو يدفع حسب طلب التاجر، فالمتسوق السعودي الآن يعرف يفاوض في السعر وينتقل لمحل آخر؛ من أجل البحث عن فروقات السعر، ويبحث عن المنتج الأجود، ويتأكد من طول تاريخ الصلاحية".

وأضاف: "هذا السلوك في التسوق تغير نتيجة الإصلاحات الاقتصادية التي بدأت منذ تطبيق رؤية السعودية 2030 وما صاحبها من فرص رسوم وزيادة أسعار، وهذا ما جعل المستهلك أكثر وعياً من أجل تخفيض النفقات، واليوم يحل علينا الشهر الفضيل، حيث لم نعد نرى الناس يتسوقون بعشوائية وطريقة فوضوية، حتى المأكولات التي لا يعرفون طريقة طهيها كانوا يشترونها، وللأسف أدى هذا إلى رمي الكثير من هذه الأغذية في النفايات حتى أصبحت السعودية اليوم من الدول المتصدرة في النفايات وبقايا الأطعمة؛ حيث يهدر السعوديون طعاماً بقيمة 50 مليار ريال سنوياً".

وتابع: "اليوم ربما نجد 20% من المتسوقين الذين كانوا يتسوقون بشراهة عكس ما كان سابقاً، حيث كانت الأحوال المادية جيدة ولم تكن لديهم التزامات، مثل فاتورة الكهرباء الباهظة وفواتير المياه وأيضاً ارتفاع رسوم المواد البترولية، وغيرها من الخدمات التي أصبحت بالمقابل المادي، هذا أدى إلى أن يراجع المستهلك حساباته ونفقاته، ولا أتوقع أن نجد هذا الاندفاع من المتسوقين، بل سنجد حكمة تصرف في الشراء، وأعتقد أن المطاعم والوجبات الجاهزة ستلقى إقبالاً في رمضان، خاصة وأن النساء السعوديات معظمهن خرجن للعمل ولهذا فقد لا نرى عدداً كبيراً منهن في المطابخ لتجهيز الإفطار والسحور، وسوف يكون الجهد الأكبر إما للخادمات أو للمطاعم الخارجية، على العموم متسوق اليوم غير المتسوق الذي كان قبل عامين".

وقد دعت وزارة التجارة والاستثمار المستهلكين للتحقق من عروض وتخفيضات المتاجر والمواقع الإلكترونية في السعودية، وضمان جودة السلع، قبل أي مناسبة، وأكدت مواصلة أعمالها الرقابية على العروض التجارية والتحقق من نظاميتها ومطابقتها للواقع ومباشرة بلاغات وشكاوى المستهلكين الواردة إليها.

وقالت الوزارة إنها ستطبّق الأنظمة على المواقع المخالفة وإيقاف أي إعلانات أو عروض ترويجية مضللة، واستدعاء المسؤولين عنها للتحقيق واستكمال الإجراءات النظامية بحقهم وفقاً للأنظمة، داعيةً إلى التعامل مع المتاجر والمواقع الموثوقة؛ لضمان عدم تعرض المتعاملين لأي غش أو تضليل.

وتحذر الوزارة من بيع أو تسويق السلع والبضائع المقلدة أو المغشوشة عبر المتاجر والمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث يعد ذلك مخالفة لنظام مكافحة الغش التجاري ونظام العلامات التجارية يترتب عليه عقوبات تصل إلى السجن ثلاث سنوات، وغرامات مالية تصل إلى مليون ريال.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org