متى يخف الضغط على المستشفيات؟

متى يخف الضغط على المستشفيات؟

تستقبل مستشفيات وزارة الصحة حاصل ضرب منظومات العمل بالدولة: البيئة والنقل، الغذاء والدواء، الأمن والقوات المسلحة، الطاقة والصناعة، التجارة والاستثمار.. وغيرها. فتلكم المنظومات الحكومية تغص بأعداد مهولة من الموظفين، وكل موظف له حق لدى مرجعه في العلاج المجاني مع أسرته.

المتقاعدون لهم حقوق أصيلة لدى مؤسسة التقاعد والتأمينات الاجتماعية في العلاج بمستوياته كافة بجميع مدن السعودية، لكنهم غسلوا أيديهم من أصحاب الحقوق الأصليين الذين يدخرون لديهم من مرتباتهم لساعة العسرة.. فالواجب أن يضعوا ذلك ضمن خطط تحوُّلهم المؤسسي؛ إذ نفتقر لمستشفيات الطوارئ والمستشفيات التخصصية بجميع المناطق عدا الرئيسية؛ وذلك لاعتبارات مختلفة، لعل أبرزها نقص عالمي، وارتفاع كلفة الكوادر الطبية عالية الكفاءة والتخصص، ثم يأتي في المقام الثاني ارتفاع تكاليف التجهيزات الطبية، وثالثًا قلة عدد الحالات المرضية (المتقدمة) التي لا تتطلب سوى استدعاء استشاري متخصص. إزاء ذلك يجري نقل المريض إلى المستشفى المرجعي أو التخصصي في أقرب إسعاف. العبء كله الآن على المستشفيات التخصصية.. دعك من الإجراءات الناعمة والمؤقتة كالتوأمة، وتمديد ساعات عمل العيادات. كل ذلك شأن قد جاء به الأوائل فلم يُجدِ نفعًا لاعتبارات، أبرزها ارتباطات كبار الأطباء بأسرهم ومرضاهم في مستشفياتهم التخصصية، إلى جانب عياداتهم الخاصة بمناطقهم؛ فعادوا أدراجهم للمربع الأول. حتى العيادات المتنقلة لن تستمر طويلاً لأسباب تشغيلية. الخدمات الطبية بوزارة الداخلية خارج المناطق الرئيسية لديها (مركز) عيادات واحد، يسمى مركز (قوى الأمن)، بسيط العدد والعدة.. يُفترض أنه يخدم منسوبي وزارة الداخلية المدنيين والعسكريين بالمنطقة. ويتوافر بالمركز ممارسون صحيون، وعيادات على عدد الأصابع. تتوزع مهامهم أيضًا على فحص العسكر الجدد، وعيادة السجن المركزي. أما ما يتبقى لديهم من وقت وجهد فيتم فيه معاينة المرضى من موظفي وزارة الداخلية بقطاعاتها وأفرعها كافة مع أسرهم على مواعيد متباعدة. كما لا يوجد لها فروع في المحافظات الكبيرة؛ فالمعروف أن أجود الممارسين الصحيين ونخبة الأطباء يجري اختيارهم بالخدمات الطبية العسكرية، لكن للأسف لم يستفد من الخدمة زملاؤهم بالمناطق الأخرى، فضلاً عن صعوبة التحويل للمستشفيات المركزية والمواعيد بالسنة.

بطبيعة الحال، كل المرضى يحالون إلى مستشفيات وزارة الصحة التي تئن هي الأخرى تحت وطأة تحدياتها.

فريثما يتم النظر بذلك لدى وزارة الصحة فرصة للإفادة من الموظفين المشمولين بالكادر الصحي المكلفين بمهام إدارية، إضافة إلى عملهم؛ فالعيادات هي مقر عملهم. وطالما لم يتوافر له مكان في المستشفى أو مركز الرعاية فتأتي لهم الوزارة بالعيادات إلى مكاتبهم، ولاسيما أن مرافق المديريات وفروع الوزارة تضم أعدادًا مهولة من التخصصات الصحية والمستويات المراتب كافة.. من تمريض إلى استشاري.. حتى الأخصائي النفسي والاجتماعي مع العلاج الطبيعي والتخدير.. كلهم متوافرون بهذه المكاتب رجالاً ونساء.. لكون المكاتب لا تتطلب تجهيزات عالية لتتحول إلى عيادات، فمنها توفر الوزارة مصروفات إيجارات.. ومنها تفك الاختناق عن المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية!.. فلا عذر بعد اليوم!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org