"آل عاتي" عن رسالة الرياض لطهران عبر بغداد: وصلت بقوة

أكد أن السعودية تقف لدعم وحدة العراق ليعود إلى محضنه العربي
"آل عاتي" عن رسالة الرياض لطهران عبر بغداد: وصلت بقوة

أكد الباحث السياسي، مبارك آل عاتي، أن الانفتاح السعودي القوي والمتصاعد على الشقيق الشمالي الذي يتربص به أعداء إقليميون، أخطرهم نظام طهران الذي سعى دومًا وعمل على استمرار النزف العراقي؛ جاء من منطلقات استراتيجية هامة.

وقال "آل عاتي" لـ"سبق": إن أول هذه المنطلقات، يتمثل في حماية العراق من التدخلات الأجنبية ثم وقف التدهور الجاري في مفاصل الدولة العراقية ومعالجة أوضاعه الاقتصادية؛ لمساعدته على التعافي والعودة من جديد كدولة عربية مستقرة ومستقلة ومتوحدة، تنعم بثرواتها ومقدراتها الوطنية.

وأضاف: عادت العلاقات السعودية العراقية إلى سياقها الطبيعي الذي يجب أن تكون فيه؛ فمنذ عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين عام 2015، وهي تشهد نموًّا متصاعدًا في كل مجالاتها؛ إيمانًا من المملكة العربية السعودية بواجبها تجاه الوقوف مع الأشقاء العراقيين، وإخراج القطر المهم من محنته التي رُمِيَ فيها بعد الاحتلال الأمريكي 2003، ثم الاحتلال الإيراني المستشري والمستفحل في كل مفاصل الدولة العراقية، ونقل العلاقة بين البلدين من القطيعة والانسحاب من العراق، وترك الفراغ للآخرين يعبثون فيه، إلى التقارب والاندماج وتقاسم النماء والرخاء والاستقرار.

وأردف الباحث السياسي: هذا الانفتاح يعكس أسلوب السياسة السعودية الجديدة المعتمدة على فهم المشهد السياسي الدولي والإقليمي، والإيمان بأن الدور السعودي بات محوريًّا على المستوى الدولي وليس الإقليمي فقط؛ مما مكّن السياسة السعودية من أن تعمد إلى المواجهة العلنية والصريحة لأعداء السلم والأمن والوئام في المنطقة والعالم؛ تحديدًا نظام الملالي في إيران، الذي استباح الدم العراقي وخلق الفوضى وزرع الانقسام ونشر الطائفية وسعى لتحويل العراق إلى محافظة إيرانية جديدة يعبث بها الحرس الثوري الإيراني وأدواته كما يريد.

وقال "آل عاتي": لا شك أن الاقتصاد والتعاون والتجارة وتبادل المنافع وفتح نوافذ العمل والاستثمار، هي مفتاح رئيسي في حماية وتأمين أي علاقات بين أي بلدين؛ لذلك كانت لجنة التنسيق العليا بين البلدين، وكانت الزيارة الأخيرة لوزير التجارة والاستثمار ماجد القصبي لبغداد التي قاد فيها وفدًا حكوميًّا من 150 وزيرًا ومستثمرًا سعوديًّا، تم على أساسها توقيع عشرات الاتفاقيات المشتركة، كما تم تقديم منحة سعودية بمقدار مليار دولار، وقدم الملك سلمان مشروعًا رياضيًّا متكاملًا هدية للشعب العراقي، وتم افتتاح ثلاث قنصليات سعودية في العراق.

وتابع: كل ذلك جعل إيران تدرك أن العراق يتعافى ويعود عبر البوابة السعودية إلى وضعه الطبيعي ومحيطه العربي؛ فأعلن نظام المرشد خامنئي في لقائه مع رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، عن مدى قلقه من التحرك السعودي تجاه العراق، وشكك في النوايا السعودية، وحذّر من تنامي هذه العلاقات؛ وهذا ما يعني أن الرسالة السعودية وصلت قوية وواضحة لطهران.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org