100 يوم.. وماذا بعد؟

100 يوم.. وماذا بعد؟

أصبحتُ والكثير من أصدقائي نتشاءم من المسؤول الذي يصدح بالتغيير من أول يوم لجلوسه على الكرسي، وبخاصة إذا صرح بأن "المهلة 100 يوم وسترون التغيير.."!؟

عشرات الوزراء والمسؤولين الذين تحدثوا عن المئة يوم لم نرَ منهم أي إنجاز، بل كانوا عالة على التنمية والبناء والنهوض بوزاراتهم أو هيئاتهم التي تسلموا قيادتها.

ومن حُسن الحظ أن رؤية السعودية 2030 وسياسة الدولة الآن لا تقتنع بالنظريات والتنظير، ولا بالأحاديث الإعلامية، ولا بالفقاعات، بل إن النتائج والقياس والمخرجات هي التي تُبقي المسؤول في كرسيه مدة أطول، وإلا فلن يتردد ولاة الأمر في تغييرة حتى وإن لم يمضِ على تعيينه أشهر معدودة.. ولنا حالات كثيرة في ذلك..!

فنحن "والرقم مئة" لا نتقارب، ولا نعشق هذا الرقم، وبيننا وبينه خصومة بسبب تصرفات بعض المسؤولين السابقين.

ووزارة مثل التعليم لا تحتاج إلى تصريحات ووعود إعلامية، بل تحتاج إلى عمل حقيقي، يتم من خلاله استخدام الإنفاق الحكومي الكبير على التعليم بالشكل الصحيح.

فالدولة - أيدها الله - تدفع المليارات؛ لتبني عقول الشباب؛ ليكون لدينا مخترعون ومخترعات، هم عماد الوطن، وهم من يجلبون الاستثمارات.. فهنا الاستثمار طويل الأجل مع الاستدامة، ولكنه يحتاج إلى خطط مدروسة، وعلوم تترسخ في الأذهان، ليكون الاستثمار الحقيقي هو استثمار العقول وصناعة العقول..!

التعليم لا يحتاج إلى كثرة ورش العمل، ولا المؤتمرات والتصاريح الصحفية.. لكن الجميع يريد أن يرى المدرسة تغيرت، وأن المعلمين تغيروا، وأن الطالب بدأ يعشق المدرسة، وأن الغياب قلَّ لدى الطلاب والمدرسين.. نريد أن نذهب إلى مدارس أبنائنا ونجد من نتناقش معه من معلم الصف أو المرشد الطلابي، لا نريد أن يكون الغياب والاعتذار حجة من لا حجة له.. نريد أن نجد مدارس ذات نموذج يحتذى به، وليست مباني مستأجرة تفتقر إلى أدنى مستوى من الخدمات..!؟

نريد فعلاً أن تكون (المعرفة قوة) شعارنا وشعار وزارة التعليم..

لا نريد شعارات "المئة يوم"، ولا "الألف يوم"؛ فقد مللنا من هذه النظريات وأسلوب التنظير والتسويف..!؟

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org