اطلع أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف بن عبدالعزيز، على فعاليات الاحتفاء باليوم الوطني بالشرقية، كما رفع أسمى آيات الاعتزاز لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين بمناسبة ذكرى اليوم الوطني 88 لتوحيد البلاد.
جاء ذلك خلال استقباله في مجلس "الاثنينية" الأسبوعي، أعضاءَ مجلس التنمية السياحية بالمنطقة الشرقية واللجان المنظمة والداعمين والمشاركين في فعاليات الاحتفاء بذكرى اليوم الوطني.
وقال الأمير "سعود": هذه الذكرى العزيزة على قلب كل مواطن ومواطنة في بلادنا نعمة عظمى، ونستذكر من خلالها مرور 88 عاماً على وحدة البلاد وفيها عدة عِبَر؛ أهمها أن هذه البلاد وُحّدت قبل أن تكون الثروات التي تنعم بها موجودة؛ وبالتالي لم يكن هناك أي مطمع في مال أو ثروة؛ بل إعلاء لكلمة الله، وإحقاق الحق، وإرساء قواعد الأمن والأمان والأخوة والإخاء بين جميع مواطني هذه الجزيرة المترامية الأطراف.
وأضاف: الملك عبدالعزيز لم يكن طالباً للدنيا؛ بل كان طالباً للآخرة؛ هدفه الأساسي هو أن يرى هذه البلاد على اتساعها وكثرة مشاربها وكثرة قبائلها وكثرة القرى بها، يجب أن تكون بلاداً آمنة مطمئنة تحظى برغد العيش بالإمكانات المحدودة المتوفرة في ذلك الوقت؛ ولكن كان يرى أنه لا بد أن يكون هناك ثابت لهذه الوحدة ولا يمكن أن يكون هناك شيء أكبر ثباتاً من العقيدة الصحيحة؛ فحرص على أن يرى العقيدة والتوحد والوحدة في أعظم أشكالها.
وأردف: أفاء الله على مؤسس هذه الدولة بنعمة عظمى؛ نعمة الثروة التي تفجّرت تحت الأرض ولم يبذلها إلا في خدمة الإسلام والمسلمين؛ فأول ما بدأ بالحرم بخفض التكلفة عن الحاج والمعتمر والزائر، وتأمين سبل الوصول إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة وخدمة زوارها من أهل البلاد وخارجها واستمر في بناء دولته وبذل كل ما يمكن أن يبذله لتطوير هذه البلاد بالشكل الذي يتوافق مع ذلك الوقت؛ فأنشأ المدارس وأنشأ جمعيات حفظ القرآن وأنشأ الكثير من المعاهد التي تُعنى بتعليم الإنسان دينه ودنياه، وأرسل البعثات، واستقطب الكثير من رجالات الدول وكل من يُستفاد منه من وطننا العربي ويكون قيمة مضافة لبلادنا؛ فهذا هو عبدالعزيز بن عبدالرحمن.
وتابع: بعد ذلك تولى أبناؤه (الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبدالله) والآن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الذي عاصرهم جميعاً ونهل من مشاربهم وتعلم على أيدي المؤسس وعلى أيدي إخوانه الملوك الذين سبقوه، وعاصرهم وواكبهم، وكان دائماً قريباً ويعمل جنباً إلى جنب معهم.
وقال الأمير "سعود": الملك عبدالعزيز لم يكن رجلاً فرداً؛ فكانت كل القبائل وكل أهالي القرى وكل أهالي المدن من جميع أنحاء البلاد كانوا معه، وكانوا يرافقونه، وكان لا يقبل بأي حال من الأحوال أن يكون له غزوة بالليل وأن يباغت خصومه بالليل؛ بل كان لا يأتيهم إلا في وضح النهار، وهذه من الشيم العربية الأصيلة ومن الرجولة المطلقة، أيضاً لم يكن يقف بين الماء وبين خصمه؛ بل بالعكس كان يمكّن خصمه من الوصول للماء حتى لا يحرمه من الماء؛ فالحرمان من الماء قتل للنفس، وهو محارب شريف ورجل دعوة وليس رجل دم.. هذه الأمور التي يجب أن نستذكرها في هذه المناسبة.
من جانبه، قال أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير: استعدت أمانة الشرقية بالشراكة مع العديد مع الجهات الحكومية والخاصة لليوم الوطني 88 للمملكة من خلال تهيئة جميع المواقع التي ستقام فيها الاحتفالات بهذه الذكرى العزيزة على قلوبنا.
وأضاف: تمت تهيئة 24 موقعاً في المنطقة، وتجهيزها بالكامل، والتي ستحتضن الألعاب النارية والعروض الشعبية، إضافة إلى العديد من الفعاليات والعروض المتنوعة؛ فيما زيّنت الأمانة المنطقة بآلاف الأعلام التي تحمل رايات التوحيد في الشوارع والطرقات الرئيسية والواجهات البحرية والميادين.
وأردف: تم تركيب المئات من المجسمات الجمالية التي تحاكي اليوم الوطني في العديد من الأماكن في حاضرة الدمام، وتزيين المرافق الجمالية والمباني واكتساؤها بالكامل باللون الأخضر.
وتابع: قامت الأمانة بتجهيز وتهيئة جميع الأماكن السياحية والحدائق العامة والمتنزهات والشواطئ لاستقبال الزوار والسائحين خلال عطلة اليوم الوطني؛ إذ من المتوقع أن تكون المنطقة الشرقية أحد الوجهات الرئيسية للعديد من السائحين والزائرين بالتنسيق والتعاون مع الهيئة العامة للترفيه.
وقال "الجبير": الاحتفاء باليوم الوطني هذا العام يأتي بعد مرور ثلاثة أعوام على تقلد سيدي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم في البلاد وإعلان رؤية المملكة 2030م، التي يقودها سمو سيدي ولي العهد وهي رؤية طموحة تحمل مضامين وطنية ومرتكزات تنموية وخططاً مستقبلية؛ لنقف في هذه المناسبة بكل شموخ واعتزاز وفخر بهذا الوطن العظيم.
بدوره، قال أمين عام مجلس التنمية السياحية مدير عام هيئة السياحة والتراث الوطني بالمنطقة الشرقية المهندس عبداللطيف البنيان: احتفاءً المنطقة الشرقية بذكرى اليوم الوطني؛ ستكون الفعاليات تحت شعـار "الوطن كلمات تتردد.. وأعمال تتجدد"، في منتزه الأمير فيصل بن فهد بالواجهة البحرية في الخبر، وهي عبارة عن كرنفال يشارك فيه أبناء الوطن من جميع القطاعات سواء العسكرية أو المدنية والمجتمع المحلي والقطاع الخاص، إضافة إلى أوبريت يحمل شعار اليوم الوطني.
وأضاف: يتضمن البرنامج كرنفالاً عسكرياً ومدنياً، وأوبريت الوطن، وعروض الضوء والليزر، والألعاب النارية، وفنون المملكة الشعبية والعروض الجوية، ويشارك فيها مركز إثراء في أرامكو السعودية؛ من خلال تقديم عرض مرئي على واجهة مبنى إثراء، والعرضة السعودية، وفعاليات "لنكتشف مواردنا، وقصاصات المصمك، والسير مع الديناصورات، والعرض الهوائي الراقص، وعرض جرافيتي حي"؛ وذلك اعتباراً من 20 إلى 23 سبتمبر.
ورحّب أمير المنطقة الشرقية بالضيوف المشاركين في اللقاء، وهم: (طلاب مدرسة الإمام سعود الكبير الثانوية بالظهران، وعدد من الأيتام من منسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام "إخاء" من جمعية "تمكين").
