التعليم عن بُعد.. التحديات نحو مستقبل مذهل.. أطلق خيالك

فيروس كوفيد-19 فرض التحدي.. وقنوات البث الفضائي الخيار الأول عالمياً
التعليم عن بُعد.. التحديات نحو مستقبل مذهل.. أطلق خيالك

· إلى أي حد يمكن أن يرصد خيالك مستقبل "التعليم عن بُعد"؟

· رقم ملياري لطلاب وطالبات حول العالم حرمهم كوفيد-19 من مواصلة التعليم التقليدي.

· التعليم في المنزل يصطدم بتحديات ومصاعب حول العالم.. الفرص محدودة.

· الإنترنت هدف 73 بلداً العالم لتقديم التعليم عن بعد.

· البث الفضائي في صدارة أدوات ووسائل التعليم عن بعد بنسبة 3 من 4.

· خيار الدراسة الحضورية في ظل كوفيد-19 حتى مع الاحترازات.. مخاطرة!

· سبع دول في مقدمة أكثر الدول تجربة للتعليم عن بعد. والافتراضي يتفوق في كوريا الجنوبية.

· التعليم عن بعد.. إيجابيات كبيرة وصداقة للبيئة.

· خريجو مرحلة كوفيد-19.. ماذا قال الخبراء عن فرصهم المستقبلية؟

· سوق يفوق 300 مليار دولار للتعليم الإلكتروني في 2025م.

في استشراف المستقبل ما هو التاريخ المتوقع للتخلي عن نمط التعليم المدرسي.

بدايةً تبدو بعض الأرقام كارثية وهي كذلك فعلاً فيما يتعلق بأكثر تداعيات فيروس كوفيد-9 المستجد وخصوصاً على التعليم في ضوء حرمان ملايين الطلاب والطالبات حول العالم من الالتحاق بمدارسهم بسبب تلك الجائحة.

أرقام صادمة:

الأرقام وبحسب تقارير دولية لجهات موثوقة مثل الأمم المتحدة، والبنك الدولي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، واليونيسيف، واليونسكو، وغيرها خلال فترات متفاوتة تشير إلى:

· بسبب فيروس كوفيد-19 تم إغلاق المدارس والجامعات في 61 بلداً حول العالم.

· حتى 28 (مارس) 2020م تسببت جائحة فيروس كوفيد-19 في انقطاع أكثر من 1.6 مليار طالب وطالبه أي ما يقرب من 80% من الملتحقين بالمدارس على مستوى العالم.

· تقدر الأمم المتحدة عدد الأطفال الذين تأثروا في أنحاء العالم بإغلاق المدارس أو تدابير العزل بحوالي 1.5 مليار أغلبهم تعاني أسرهم من الإمكانيات الضعيفة.

· يشير تقرير للبنك الدولي إلى أن أكثر من 111 مليون فتاة من بين 743 مليون منهن يعشن في أقل البلدان نمواً في العالم حيث يعاني التعليم بالفعل من صعوبات.

· توقعت منظمة اليونسكو أن يزيد عدد الفتيات اللاتي سيغادرن مقاعد الدراسة بسبب أزمة فيروس كوفيد-19، وكثيرات قد لا يعدن إلى المدرسة أبداً.

معاناة في المنزل:

وحتى مع تجربة (التعليم عن بُعد) أو تمكن الطلاب والطالبات وخصوصاً في الصفوف المبكرة من الوصول للتعليم عن بعد فهناك عدد من المؤشرات يسرد بعضها روبرت جينكنز رئيس قسم التعليم في اليونيسف في التالي:

· أنه حتى التلاميذ ممن توفرت لديهم تقنيات قد يعانوا من ضغوط القيام بالأعمال المنزلية والالتزام بالعمل أو نقص الدعم لاستخدام أدوات الكمبيوتر.

· الأغلبية وخصوصاً في العالم النامي لا يمتلكون سوى دعم محدود للتعلّم. وتكاد لا تتوفر لهم أي وسائل لدعم تعليمهم.

· في 71 بلداً، يمتلك أقل من نصف السكان إمكانية الوصول إلى الإنترنت.

أبرز قنوات (التعليم عن بُعد):

حسب إحصائيات تلك الجهات الموثوقة عالمياً هناك 73% من الحكومات من بين 127 دولة تستخدم منصات على الإنترنت لتقديم التعليم أثناء إغلاق المدارس. كما أن 73% من الدول تستخدم منصات على النت لتقديم التعليم أثناء إغلاق المدارس. وفي بلدان منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي يعتمد 90% من استجابات الحكومات لمواصلة التعليم على استخدام منصات على الإنترنت.

البث الفضائي.. أولاً:

وتكشف بيانات يونيسف أنه تستخدم 3 من كل 4 حكومات، من بين البلدان الـ 127، البث الفضائي كمصدر لتعليم الأطفال، وأكثر من 90% من بلدان منطقة أوروبا ووسط آسيا تستخدمه لتقديم التعلّم عن بُعد. وتصل النسبة إلى 100% في منطقة جنوب آسيا وفى منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، يقدّم 77% من البلدان برامج تعليمية عبر قنوات التلفزيون الوطني.

البث الإذاعي:

هذا فيما يأتي البث الإذاعي كثالث أكثر وسيلة تستخدمها الحكومات لتقديم التعليم أثناء إغلاق المدارس، حيث يستخدم هذا الأسلوب 60% من مجموع البلدان. ويتفاوت امتلاك أجهزة الراديو ضمن المناطق وفيما بينها تفاوتاً كبيراً. وتمتلك أسرة واحدة من بين كل 5 أسر في منطقة جنوب آسيا جهاز راديو، مقارنة مع 3 من كل 4 أسر في منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي.

قنوات أخرى

تأتي الرسائل النصية بعد ذلك، فأكثر من نصف البلدان تستخدمها. والهواتف الخلوية أو وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة بديلة لتقديم التعليم. ويستخدم 74% من البلدان المبلغة في منطقة أوروبا وآسيا الوسطى هذه الأساليب كما يوفر ما يقرب من 64 دولة موادَّ تعليمية مطبوعة لاصطحابها إلى المنزل؛ في حين يوفر 11% فقط من هذه البلدان زيارات منزلية.

الصومال كمثال يتم فيها تحميل دروس مسجلة على أجهزة إلكترونية لوحية تعمل بالطاقة الشمسية ودون ربط بالإنترنت، وذلك لتوفيرها للأطفال. كما تجرى مشاركة دروس بالفيديو عبر قنوات التواصل الاجتماعي، ويتم بثها أيضاً عبر الإذاعة والتلفزيون.

إعادة الحسابات:

وعلى كلٍ ((التعليم عن بُعد)) يكتسب في الظروف الحالية أهمية بالغة ولكنه على مستوى العالم يواجه صعوبات أغلبها يتعلق بالإمكانيات المادية وسرعة التقنية وربما الأخيرة أو بسبب القناعات المجتمعية أقرت بعض الدول الدراسة الحضورية وسط فرض إجراءات احترازية مشددة وهو ما لقي انتقادات من خبراء صحيين عالميين وتم وصفه بالمغامرة.

وفيما يعتقد العالم أنه قد قطع أشواطاً متقدمة جداً في التقنية والاختراعات ونحوها إلا أن تقنيات التعليم على وجه التحديد قد وضعها فيروس كوفيد-19 في مأزق لا تحسد عليه، بعدما واجه (التعليم عن بُعد) صعوبات كبيرة ما زال العالم يعاني منها والصعوبات تتوالى مع التطبيق الفعلي وسط تفاوت كبير في الإمكانيات.

أكثر الدول تجربة:

1- الولايات المتحدة الأمريكية: تعد الأولى عالمياً في مجال التعليم عن بعد. قرابة ستة ملايين طالب يتلقون التعليم عن بعد.

2- إستونيا: تمتلك بنية تحتية رقمية مميزة. 99% من الخدمات الحكومية مُتاحة على الإنترنت، وتستخدم 87% من المدارس الحلول الإلكترونية.

3- الهند: لأسباب أبرزها عدم القدرة على تقديم التعليم التقليدي للمواطنين للأعداد الهائلة والتكلفة والفقر.

4- الصين: لديها أكثر من 70 مؤسسة تعليمية افتراضية هذا يبدو حلاً مهماً في ظل العدد الهائل للسكان.

5- كوريا الجنوبية: تمتلك بنية تحتية قوية لدرجة أن عدد الطلاب في التعليم الافتراضي فاق الملتحقين بالتعليم التقليدي.

6- ماليزيا: تعد ماليزيا من الدول الأكثر تسارعاً في استخدام هذه التقنية وهي تتوسع باستمرار في منح الفرص للتعليم الافتراضي.

7- استراليا: خلال الـ 5 سنوات الماضية نما سوق التعليم عبر الإنترنت في أستراليا بنسبة تقارب 20%.

مزايا وتحديات

يرى المختصون في هذا المجال أنه مع التجربة الفعلية تنجلي أهم التحديات لـ (التعليم عن بعد). ولعل من أبرزها: ضعف أو انعدام البيئة الدراسية التفاعلية والجاذبة، وتذبذب قوة شبكات الإنترنت. وكذلك الأعباء المادية المتوقعة، كم أن الآباء ليس في إمكانهم أن يكونوا معلمين.

وعلى خط المزايا: فمنها سهولة الوصول للمحتوى التعليمي، وتخفيف إشكاليات التنقل الجغرافي. كمثال: حركة المرور ستكون مستفيداً رئيسياً. وكذلك دعم عملية الاستيعاب: وذلك من خلال إمكانية تسجيل الفصول الدراسية، وفرص الوصول لها بشكل متكرر وفي أي وقت. وعوائد بيئية إيجابية وإمكانية التخلي عن الورق والمطبوعات ونحو ذلك.

مستقبل التعليم العالي

في مايو 2020 نشر الباحث سينثيل ناثان المدير العام لشركة إديو ألايانس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعض نتائج مسح غير رسمي أجراه على مدى أسبوعين حول مستقبل التعليم العالي في عالم ما بعد كوفيد-19 ونشره موقع (الفنار) استعرض فيه آراء خبراء وأكاديميين قياديين في جامعات في الخليج والهند وكازاخستان حيث خلص إلى نتائج أهمها:

للتعليم عن بعد مستقبل واعد. ستستخدم الجامعات العديد من الدروس المستفادة خلال هذه الفترة من التبني القسري للتعليم الإلكتروني لتعزيز وتوسيع نطاق أحكام التعلم عبر الإنترنت.

يعتقد قادة التعليم الإقليمي بقوة حدوث انخفاض كبير في عدد الطلاب من المنطقة الذين سيُسافرون للدراسة في جامعات وجهات دولية رائدة.

يتفق معظم القادة على أن هناك فترة صعبة تنتظر خريجي العام 2020، لم تضع الجامعات بعد استراتيجيات محددة لمساعدة الطلاب على مواجهة هذه التحديات.

الوضع الراهن للتعليم عن بعد: تفاؤل أكثر:

حتى من قبل أزمة فيروس كوفيد-19 كان خيار (التعليم عن بُعد) هو خيار المستقبل المتوقع بشكل عام. وفي حين أن الدول المتقدمة في هذا المجال تكاد تكون معدودة على أصابع اليد إلا أن هناك توجه أكيد للتوسع فيه حول العالم.

ورغم صعوبة البدايات إلا أن الدول المقتدرة تضع أعلى الميزانيات للتعليم ككل. وتقوم الجهات المشرفة على التعليم في تلك الدول بدعم هذا المسار بشكل كبير. غير أن الملاحظة للخبراء أن ذلك لا يمكن أن ينجح دون تطوير عالي للتقنيات والإنترنت وقدراتها حتى لا تشكل عوائقاً عند التشغيل الفعلي.

300 مليار دولار:

وفي الوضع الراهن بغض النظر عن أمة فيروس كوفيد-19 فـ (التعليم عن بُعد) تُتيحه جامعات عالمية وإقليمية ومحلية بطرق مختلفة. وهذا النوع من التعليم يتميز طبعاً بإثراء التجربة التقنية بحكم كونها أساسية للاستفادة من تجربة (التعليم عن بُعد). حيث من المتوقع تجاوز قيمة سوق التعليم الإلكتروني العالمي 300 مليار دولار بحلول عام 2025، وفقاً للتقرير الصادر من شركة خدمات البحوث السوقية "Global Market Insight" عام 2019.

آفاق مذهلة لمستقبل (التعليم عن بُعد):

إن (التعليم عن بُعد) له إيجابيات وآفاق مذهلة وسيكون مساعداً في منح فرص التعليم بشكل أكبر لكل الفئات على مستوى العالم.

يستعرض الكاتب علي الألمعي في مقال له بعنوان (التعليم من الورق إلى الشاشة) أهم توقعات مستقبل التعليم كالتالي:

· في عام 2025 ستكون هناك زيادة كبيرة في عدد خبراء (التعليم عن بُعد).

· في عام 2026 سنصل إلى التعليم على مستوى العالم وليس على المستوى المحلي فقط.

· في عام 2030 ستتواصل الأدمغة بخدمات الحوسبة السحابية، وسيحدث المسح الدماغي ثورة في أساليب التدريس، وسيصبح الذكاء الاصطناعي مُعلّماً.

· في عام 2036 سيكون هناك انخفاض كبير في عدد الصفوف المدرسية التقليدية مع اختفاء الامتحانات تقريباً.

· في عام 2050 لن يتم تعليم القراءة والكتابة، مما يعني اختفاء (القلم)، كما أن نمط التعليم المدرسي القائم حالياً لا مستقبل له في العصر الرقمي.

مضيفاً: نتيجة للفرص التي يتيحها التعليم الإلكتروني مما قد يصل إلى مناقشة إلغاء المدارس في المستقبل، وربما يأتي اليوم الذي تسأل المؤسسات التعليمية ولي الأمر ما نوعية التعليم الذي ترغب إلحاق ابنكم به؟ هل سيكون داخل المدرسة أو عن بُعد؟

ماذا تتوقعون؟

هذا فيما يقول خايمي سافيدرا، مدير قطاع التعليم في البنك الدولي في استعراض مطول له: "ستختلف المدرسة بعد هذه الجائحة، وسيغير عديد من الأطراف، ولا سيما أولياء الأمور، والمعلمون، ووسائل الإعلام، والحكومة، وغيرهم منظورهم وتصوراتهم إلى حد كبير بشأن أدوارهم في العملية التعليمية. وسيكون هذا التحول في أنماط التفكير حاسما لأهمية مستقبل نظام التعليم".

غير أن استشراف مستقبل مذهل للتعليم عن بعد يعتمد على جودة التقنيات وقدرات الإنترنت الخارقة لإعادة تعريف دور المعلم ودور الأسرة حيث سيتم تبادل الأدوار أحياناً وربما تظهر تقنيات قد تخفف من هذه الأدوار فيما يخص المعلمين وأولياء الأمور.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org