روى المبتعث متعب بن سالم القرشي قصة عودته إلى أرض الوطن، وكيف عاش في إيرلندا خلال فترة أزمة كورونا هو وأطفاله الثلاثة. لافتًا إلى أن موقف السعودية مع مواطنيها والمبتعثين في الخارج ليس بمستغرب في ظل قيادة حكيمة، همُّها الإنسان أولاً.
في البداية قال المبتعث متعب بن سالم القرشي لـ"سبق" من داخل الحجر الفندقي بجدة: كلمة "شكرًا" لن تفي المملكة العربية السعودية على ما قدمته لنا قبل وبعد أزمة كورونا. وتعود قصة سفري إلى ايرلندا لعام 2011؛ إذ أكرمتني الدولة بهديتين، وقد عودتنا على العطاء الدائم، سواء داخل السعودية أو خارجها. وهديتها الأولى كانت في عام ٢٠١١ بعد أن تم ترشيح وقبول زوجتي لدراسة الماجستير (تخصص كيمياء) ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي المرحلة السادسة.
وأبان: أثناء دارستها أكرمني الله بقبول دراسة الماجستير؛ وتم ضمي للبعثة، وبفضل الله حصلت على الماجستير (تخصص طرق تدريس لغة إنجليزية)، وانتهت البعثة الأولى عام ٢٠١٤.
وتابع: أما الهدية الثانية فكانت عام ٢٠١٧ بقبول زوجتي لدراسة الدكتوراه بجامعة كورك ضمن برنامج (وظيفتك بعثتك)، وسوف تنتهي البعثة عام ٢٠٢١ إن شاء الله.
وأضاف: أما ما يتعلق بأزمة كورونا فقد بدأت أخبار الفيروس بالانتشار العالمي، وتم إيقاف الدراسة بدولة إيرلندا يوم ١٣ مارس، ومنذ إعلان تعليق الدراسة في إيرلندا تلقينا رسائل وتوجيهات من السفارة السعودية والملحقية بدبلن، تتضمن نصائح وتوجيهات متعلقة بالفيروس، وطرق الحماية، وكذلك أرقام التواصل والطوارئ للسفارة السعودية بدبلن، التي كانت متواصلة معنا على الدوام.
وعن كيف كانت حياتهم في إيرلندا خلال انتشار الوباء قال "القرشي": "خلال فترة التعليق والأخبار المتواصلة عن خطورة هذا الوباء بدأنا نشعر بالقلق؛ إذ إنني أعاني ارتفاعًا في ضغط الدم، والربو، وكانت التعليمات والتوجيهات، سواء من السفارة السعودية أو حكومة إيرلندا، بلزومنا العزل المنزلي، والابتعاد عن الخروج إلا في الأوقات المحددة لشراء الأشياء الأساسية. وفي بداية الأزمة كان هناك تدافُع من الجميع لتوفير الأكل والدواء خوفًا من حصول أزمة كما حصل في دول أوروبا الأخرى، مثل إسبانيا وإيطاليا، وكنا نتابع ما هي العلاجات الأفضل في حالة الإصابة لا قدر الله.
وأردف: من أكثر الأمور الصعبة التي واجهتنا صعوبة الحصول على الكمامات والمعقمات و(الجوانتيات)؛ إذ يصعب الحصول عليها، ولا بد من أخذ موعد من الصيدلية بعد أربعة أيام لتحصل عليها.
وعن وصوله إلى أرض الوطن قال "القرشي": لن أنسى ما انتابني من فرح كبير عندما أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - أمره الكريم بإجلاء الطلبة المبتعثين والمواطنين العالقين بالخارج، وتم التسجيل في منصة "آمر" يوم ٢٠ إبريل، وتلقيت رسالة مباشرة، تطلب مني رفع التقرير الطبي لحالتي؛ إذ كانت الأفضلية لمن لديهم ظروف صحية.
ويواصل "القرشي": شعور لا يوصف وأنا أعود برفقة أسرتي إلى أرض الوطن في ظل هذه الأزمة العالمية، كيف لا والسعودية ضربت أروع الأمثلة في التعامل مع الأزمة، وكانت حديث الناس في الدول الأخرى؛ إذ الإنسان أولاً.
وتابع: تم إعلان رحلة العودة، وكانت يوم ٢٧ إبريل ٢٠٢٠؛ وتوجهت إلى المطار أنا وأسرتي من مدينة كورك إلى العاصمة دبلن التي تبعد ٣ ساعات، ووصلنا مطار دبلن، و كان موظفو السفارة في استقبالنا، وتم توزيع كمامات ومعقمات وجميع ما يلزم، وكانوا واقفين معنا على الكاونترات حتى صعدنا إلى الطائرة. مع العلم أن هذه الرحلة أول رحلة تقوم بها الخطوط السعودية من دبلن إلى جدة مباشرة؛ إذ إننا في العادة نضطر للتنقل والانتظار عن طريق لندن أو أبوظبي.
وواصل: أقلعت الرحلة تقريبًا الساعة الـ٤:٢٠ بتوقيت دبلن، وكان شعورًا لا يوصف، وكنت أرى الفرحة على الجميع داخل الطائرة، وهم يتغنون بالأغاني السعودية فرحًا بالعودة للمملكة. وعند وصولنا لمطار جدة كان هناك استعداد كامل من جميع الجهات الحكومية، بداية بوزارة الصحة؛ إذ تم الكشف على جميع الركاب عند الوصول للصالة الجنوبية، وتوجهنا للباصات بإشراف ومتابعة من جميع الجهات الحكومية، وتم نقلنا إلى فندق بجدة، وكان في استقبالنا موظفو وزارة الصحة، وقدموا لنا نصائح وتوجيهات خلال فترة الحجر الصحي.
وختم بقوله: "أتقدم بالشكر الجزيل لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وجميع القطاعات المشاركة التي أسعدتنا، وأدخلت الفرحة على قلوبنا بالعودة إلى أرض الوطن. ونسأل الله العلي القدير أن يحفظ بلادنا من كل شر، وأن يبارك لنا في قيادتنا.