الرئيس الداهية

الرئيس الداهية

الكل متفق اليوم على أن الأندية السعودية، كبيرها وصغيرها، تعيش حالة استثنائية، وتحظى بدعم غير مسبوق، خاصة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي أحدث تحولاً تاريخيًّا، وقدَّم لها من الدعم ما لم يقدَّم طوال العقود الماضية؛ لينهي بذلك مشاكلها كافة..فلم يعد هناك عذرٌ لأي رئيس نادٍ عندما يكون هناك قصورٌ إداريٌّ أو فنيٌّ إلا أن يعترف بأخطائه؛ لأن كل العوامل التي تساعد وتُسهم في نجاح أي إدارة تم تقديمها على طبق من ذهب.

عندما نقوم بجرد بسيط لأهم عوامل النجاح سنجد أن كل ما يتعلق بالجانب المادي لم يعد مشكلة بعد تسديد ديون الأندية كافة بدعم خاص من ولي العهد الأميرمحمد بن سلمان، وفوق هذا قدَّم دعمًا ماليًّا لكل نادٍ لاستقطاب أفضل اللاعبين الأجانب والمحليين، ودعمًا آخر لاتحاد القدم لجلب أفضل الحكام في العالم؛ لذلك لا يمكن أن أقبل من رئيس نادٍ الموسم المقبل أن يتعذر بالسيولة المالية، أو يعلق أخطاءه بشماعة التحكيم، أو عزوف أعضاء شرف، أو غيرها من الأسباب التي لم يعد لها قبول.

أيضًا اتحاد القدم قدَّم تسهيلات أخرى؛ فكل القرارات الأخيرة من رفع عدد اللاعبين الأجانب، والسماح للمواليد، ودمج بطولات.. هي تخدم الأندية؛ ليكون لديها خيارات متعددة في دعم صفوفها، وفي الوقت ذاته أصبح اللاعب السعودي من السهل التعاقد معه. ونحن نشاهد اليوم أندية تنسق عددًا كبيرًا من لاعبيها، كانوا الموسم الماضي أحد أهم عناصر صفوفها؛ فأصبح سوق اللاعبين المحليين غير مكلف.

صناعة الفرق ستكون بطريقة إدارة المنظومة، والاختيار الصحيح للأدوات التي تساعد الفريق في صناعة الإنجاز، وكيفية ووقت اتخاذ القرار.. فالذكاء والدهاء الرياضي هما الفيصل بين الأندية؛ فلا يهمني أن أشاهد رئيس النادي وهو يصور إنجازاته بتعاقداته مع لاعبين أو مدربين، بل المهم أن يكون قد نجح في التعاقد مع اللاعب والمدرب الذي يُحدث الفَرق لفريقه، وليس مجرد أموال تدفع لهذا اللاعب أو ذاك، ثم نجد الفريق يقدم مستويات سيئة بلاعبين أجانب ليسوا أفضل من مستوى اللاعب السعودي، ومدربين تتم إقالتهم من ثالث ورابع جولة في الدوري.

لذلك سؤالي المهم: مَن سيكون الرئيس الداهية الذي سيحقق معادلة النجاح. وهذا يقودني لأقول لأنديةالهلال والاتحاد والأهلي والنصر (الأربعة الكبار في كرة القدم السعودية): اليوم أنتم مطالبون بتحقيق اللقب القاري. لا يهمني مَن الفريق الذي سيحقق اللقب، ولكن لن نقبل بعد كل هذا الدعم وتلك الأموال وهذه التسهيلات ألا نشاهد عملاً جادًّا لتحقيق بطولة آسيا، والمشاركة في كأس العالم للأندية مشاركة مؤثرة.. فعندما يرتفع مستوى الدعم والصرف، وتُقدَّم التسهيلات كافة لتذليل جميع العقبات، فهذا يعني أن علينا أن نرفع سقف طموحاتنا؛ فرئاسة الأندية اليوم ليست وجاهة بل عملاً، أنتم محاسَبون عليه.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org