سفير المملكة بالتشيك: المنهج المحافظ حمى مجتمعنا من فكر طهران المتطرف

دعا المجتمع الدولي لتحجيم دور إيران الساعي لتصدير الفكر الثوري المتصادم
سفير المملكة بالتشيك: المنهج المحافظ حمى مجتمعنا من فكر طهران المتطرف

أكد السفير السعودي في جمهورية التشيك نايف بن عبود أن انتهاج المملكة في العقود السابقة للنهج المحافظ كان ضروريًا لصالح الحفاظ على المجتمع السعودي من أن تتجاذبه تيارات فكرية خطرة، خصوصًا مع وصول الملالي المغامرين إلى السلطة في إيران ومحاولاتهم الدؤوبة لتصدير الفكر الثوري المتصادم مع قيم المجتمع الدولي إلى المجتمعات الخليجية المجاورة.

جاء ذلك في معرض حديث “ابن عبود” لموقع التلفزيون التشيكي، والذي تطرق فيه السفير السعودي إلى عددٍ من الموضوعات والأحداث الإقليمية.

وتضمن اللقاء تصريح السفير السعودي بتأييد المملكة ودعوتها المجتمع الدولي للضغط على إيران للتخلي عن دعمها لزعزعة المنطقة عبر وكلائها، ومؤكدًا أن القرار ارتياح المملكة كما أعلن سابقًا للقرار الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي وذلك لعدة أسباب أهمها أن هذا القرار المتضمن إعادة تفعيل العقوبات الاقتصادية على إيران، سيؤدي إلى الحد من بناء إيران لمنظومات السلاح الشامل، كما أنه سيؤدي بالضرورة إلى اتخاذ مواقف حازمة من الدعم الذي تقدمه إيران للنشاطات الإرهابية في المنطقة، وتجفيف منابع الإرهاب.

ونفى “ابن عبود” ما يُثار حول استهداف التحالف العربي المدنيين في اليمن، وأنه بعيدًا عن الصحة تمامًا، حيث تحرص قوات التحالف على استهداف معاقل المتمردين على الشرعية وتتجنب المناطق الآهلة بالسكان، لافتًا إلى أن هناك بعض الأحيان التي يتعرض فيها المدنيون إلى الإصابة وهذا صحيح، ولكن هناك بالمقابل حقيقة تتعمد بعض المنصات الإعلامية المعادية إخفاءها وهي أن هذه الإصابات أحيانًا تكون من قصف الحوثيين أو بسبب اختباء الحوثيين بين المدنيين واتخاذهم دروعًا بشرية أحيانًا أخرى.

كما نوه بالجانب الإنساني الذي ترعاه المملكة في اليمن ومنها إنشاؤها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وقد بلغ إجمالي المساعدات الإنسانية والتنموية التي قدمتها المملكة لليمن منذ عام 2015م أكثر من 8.1 مليار دولار، كما قامت بإيداع مبلغ ملياري دولار أمريكي لدعم البنك المركزي اليمني، وكذلك رفعت الطاقة الاستيعابية للموانئ اليمنية، كما قامت بإنشاء 17 ممرًا آمنًا لمناطق التجمعات السكنية.

وتحفظ ابن عبود على استعارة المحرر لفظ “انغلاق” الذي طرحه للاستفسار عن الحقبة الزمنية التي سبقت التطور الذي تعيشه البلاد هذا الزمن، وقال: إن ما ساد في المملكة قبل عقود يمكن وصفه بالمحافظة أكثر من الانغلاق. وعلى كل حال، يمكن القول إن انتهاج النهج المحافظ في ذلك الوقت كان ضروريًا لصالح الحفاظ على المجتمع السعودي من أن تتجاذبه تيارات فكرية خطرة، خصوصًا مع وصول الملالي المغامرين إلى السلطة في إيران ومحاولاتهم الدؤوبة لتصدير الفكر الثوري المتصادم مع قيم المجتمع الدولي إلى المجتمعات الخليجية المجاورة.

وأضاف: لقد حاولت إيران المزايدة على المملكة وتأجيج المشاعر ضدها. وكما تعلمون، فالناس في ذلك الوقت لم يكن لديهم إنترنت ولا فضائيات يستطيعون من خلالها البحث وتمييز الغث من السمين، فكان لا بد للمملكة أن تواجه هذا المشروع المشوه من خلال المحافظة على صورتها، والتغييرات حاليًا بهذا الشكل السريع، فيعود هذا لما تمليه علينا طبيعة هذا الزمن الذي نعيشه الآن.

وحول المرأة السعودية قال سفير خادم الحرمين الشريفين في التشيك مسيرتها نحو موقعها الحقيقي كنصف المجتمع قد انطلقت، والقوة التي رافقت هذه الانطلاقة تجعلنا على يقين أنها ستستمر على الوتيرة نفسها مع حفاظها على جوهر الثقافة السعودية والأعراف الاجتماعية.. معتقدًا أن المستقبل القريب يحمل الكثير من المفاجآت السارة للنساء السعوديات.

وأردف أنه من الطبيعي أن يكون هناك بعض علماء الدين الإسلامي في المملكة ممن يرفضون تحرير الأنظمة الاجتماعية ولكن هؤلاء فئة قليلة تقابلها فئة كبيرة من كبار العلماء وأن العلاقة بين القيادة السياسية والعلماء المحافظين، فالعلاقة طبيعية ولا تتخذ منحى صداميًا خصوصًا أن القيادة متفهمة أن دوافع المحافظين في الاعتراض.

كما أكد في اللقاء أن المساجد التي تبنى في أوروبا غالبًا ما تتولى تمويلها جهات خيرية ومنظمات غير حكومية في البلدان التي تنتمي إليها الجاليات، وأن المملكة لا تدعم إلا المساجد أو المراكز الإسلامية التي تتبنى المنهج الوسطي الذي يقبل الآخر، وأن المملكة لا تسلم سنتًا واحدًا إلى أي مؤسسة خدمية لدى الجاليات المسلمة في الغرب دون وجود موافقة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org