بـ9 فنون و3 درجات علمية.. "برنامج الابتعاث" يدشن انطلاقة الثقافة السعودية

تتكامل مع ثقل المملكة السياسي والاقتصادي
بـ9 فنون و3 درجات علمية.. "برنامج الابتعاث" يدشن انطلاقة الثقافة السعودية

عاشت الثقافة السعودية ردحاً طويلاً من الزمن على المبادرات الفردية للموهوبين، وخياراتهم الشخصية في ممارسة الإبداع تعبيراً عن ميولهم الخاصة في مختلف الفنون، ورغم أن هذا المسار أخرج الكثير من الفنانين والكتاب إلى الساحة الثقافية السعودية، إلا أنه لا يمكن الجزم بأنه استوعب كل المواهب، التي يزخر بها المجتمع؛ لأنه يعتمد على المبادرة الفردية للأشخاص، وقد تعوق الظروف بعضهم عن ممارسة موهبته، كما أن هذا المسار لم يحظ بآلية منظمة تتيح للموهوبين صقل مواهبهم بالتعليم والدراسة في الخارج.

وانطلاقاً من الأهمية التي تمثلها آلية صقل المواهب بالتعليم، في رعاية المواهب ومضاعفتها والارتقاء بحسها وخبراتها الإبداعية، فقد أعلن الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة، اليوم (الاثنين) عن إطلاق برنامج للابتعاث الثقافي يعد الأول في تاريخ المملكة، فاتحاً بذلك الآفاق أمام الثقافة السعودية للتزود من المعارف والخبرات الإبداعية لمختلف الحضارات في العالم، وتكمن أهمية عامل التعليم الذي يتيحه هذا البرنامج؛ في ممارسة الموهوبين السعوديين لإبداعاتهم بناءً على إجادة الأسس والقواعد، التي استقرت عليها الفنون، بدلاً من أن تكون إبداعاتهم تعبيراً عفوياً عن الميل الداخلي فحسب.

وإدراك الفرق الكبير بين التعبير العفوي عن الشعور الإبداعي، وبين بلورة هذا الشعور في عمل فني تتوفر فيه القواعد الإبداعية لتشكيله، كفيل بشرح قيمة التأثير الذي سينتجه عامل التعليم في صقل مواهب المبدعين السعوديين، والارتقاء بنماذجهم الإبداعية إلى مستوى نظرائهم في العالم، وهو ما ينسجم مع تأكيد وزير الثقافة أن "التعليم هو الركيزة الأساسية التي سيُبنى عليها القطاع الثقافي الذي تتطلع له المملكة"، وما دام هناك تطلع، وما دامت هناك برامج لتحقيق النهضة الثقافية ضمن "رؤية 2030"، فلم تعد هناك أي عوائق تحول دون تحقيق السعودية لانطلاقتها الثقافية، التي تتكامل مع ثقلها الاقتصادي والسياسي في العالم.

والملاحظ اتصاف برنامج الابتعاث الثقافي بالشمول، إذ يشمل تسعة مجالات وتخصصات ثقافية، هي: علم الآثار، والتصميم، والمتاحف، والموسيقى، والمسرح، وصناعة الأفلام، والآداب، والفنون البصرية، وفنون الطهي، كما يتضمن ثلاثة مستويات دراسية، هي: البكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه، ومن شأن شمولية البرنامج أن تضاعف المخرجات المستهدفة منه، فلا تقتصر على دراسة فن من الفنون، بل تغطي كل مجالات الفنون التي نشأت على الميول الإنسانية، كما لن يقصر التحصيل المعرفي بها عند درجة علمية بعينها، وإنما سيتيح دراستها بالمستويات الأكاديمية المعمول بها في نظم التعليم في العالم؛ ما سيعمق من إلمام الموهوبين السعوديين بقواعد وتاريخ الفنون التي سيدرسونها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org