اليمن ينتفض.. والحوثي يرتعد..

اليمن ينتفض.. والحوثي يرتعد..

الحرب مهلكة لكافة الأطراف لا سيما عندما يتحارب أبناء شعب واحد، فهنا تكون الكارثة الكبرى، وهذا ما يحدث باليمن الشقيق الذي يتحارب الإخوة الأعداء فيه، وذلك بسبب مليشيات الحوثيين العملاء الذين رهنوا حاضر ومستقبل بلادهم في أيدي المجوس.

ولكن خلال الأيام الفائتة انتفض الشعب اليمني الشقيق ضد الحوثيين وأذنابهم، والذين أحسوا أن الأرض تزلزت تحت أقدامهم فارتعدوا وعملوا على إعادة حساباتهم الخاسرة.

والمشهد في اليمن سوف يتغير كثيرا خاصة بعد مقتل علي عبد الله صالح الرئيس الأسبق لليمن على أيدي أحلافه الحوثيين الذين انقلب عليهم قبل مقتله بأيام قليلة بعد أن أدرك في آخر أيامه أن الانتفاضة التي تقودها مختلف فئات الشعب اليمني سوف تجرفه وتقضي عليه لذلك سارع بطرح مبادرة جديدة دعا فيها للانقلاب على الحوثيين والتحكم لصوت العقل وظل يستجدي المملكة ودول الجوار من أجل تخليصهم من جرائم الحوثيين الذين طالما راهن عليهم في السابق، ولكنه كان يراهن على حصان خسر الجولة في نهاية السباق، ولم يسعفه الوقت فلقي حتفه مقتولا على أيدي حلفائه، وما أشبه الليلة بالبارحة لقد كان مصير صالح نفس مصير القذافي الذي أيضاً لقي حتفه على أيدي نفر من أفراد شعبه، وهكذا يكون مصير الطغاة، تدور عليهم الدوائر في نهاية المطاف ويلفظهم شعبهم بلا رجعة.

ولعل الجهود التي يقودها التحالف بقيادة المملكة وبحكمة وحنكة قائد الحزم والعزم سيدي خادم الحرمين الشريفين-الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد ين سلمان-حفظهما الله- والمتمثلة في إعادة الشرعية والأمل للشعب اليمني الشقيق قد أثبتت بعد نظرتها في إيقاف الحرب وإعادة الأمل لهذا البلد الشقيق، الذي طالما أنهكته وأضرت به الحروب الأهلية ضررا كبيرا من أي شعب آخر.. واستسلام العشرات من عناصر الميليشيات التابعة لإيران خلال الأيام الماضية، في عدد من مدن وقرى اليمن يثبت أن الحوثيين اقتنعوا أخيرا أن الحرب لا جدوى منها ولا بد إحكام العقل ونبذ التحارب والبدء بعدها في إعمار اليمن وهذا ما ظلت تنادي بها قيادة المملكة.

وتدل الانتفاضة الشعبية التي يشارك فيها كافة أبناء اليمن ضد العملاء الحوثيين وأذنابهم على أن ما ظلت تنادي به المملكة منذ اندلاع الحرب في إعادة الشرعية لليمن وتحكيم صوت العقل هو عين الصواب ويؤكد البصيرة النافذة لملك الحزم والعزم .

إن الحرب الضروس لا تستثني أحدا، شارك فيها أم لم يشارك، لذلك فقد كان وما زال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يواصل جهوده في تقديم الإغاثة لمختلف فئات الشعب اليمني وكانت ومازالت مواد الإغاثة تصل لكل الأطراف في اليمن الشقيق وحتى في المناطق التي كانت تسيطر عليها مليشيات الحوثيين، لأن بها نساء وأطفال وأبرياء لا ذنب لهم، حيث اتخذتهم مليشيات الحوثيين كستار تواروا خلفه وهذا عمل جبان لا يقوم به إلا مجرمو الحرب.

وخيرا فعل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بإعلانه مباركة الانتفاضة الشعبية، وذلك من أجل الحفاظ على اليمن الشقيق ، شعبا وأرضا وهوية وكذلك الحفاظ على ما تبقى من نسيجه الاجتماعي.

ولعل هذه الانتفاضة هي انتفاضة ثلاثية الأبعاد ، لأنها ضد الحوثيين وإيران وقطر، نعم قطر التي ظلت مرارا وتكرارا تجتمع بالحرس الثوري الإيراني لإنقاذ المتمردين وتعرض المليارات من الدولارات لوقف ملاحقة المليشيات الإيرانية لكن أحلامها تكسرت على صخور الانتفاضة الشعبية.. وكلنا على ثقة بأن أبناء اليمن الأوفياء قادرون على إعادة الحياة لبلدهم، ليعود كما كان قويا متماسكا، متكاتفا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org