أكد الحاج اليمني مبارك مشطر، الذي انضم إلى برنامج استضافة خادم الحرمين الشريفين في موسم حج هذا العام 1439هـ من ذوي الشهداء وأفراد من الجيش اليمني الوطني وذوي الشهداء من القوات السودانية المشاركة في عاصفة الحزم وإعادة الأمل, أن استضافته في هذا البرنامج المبارك جاءت لتمسح الذنوب، وكذلك الذكريات المؤلمة التي رسختها أيام الحرب والعدوان الحوثي الإيراني في أفئدة اليمنيين الشرفاء.
ودعا الله لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بأن يثقل موازين حسناته على ما يقدمه للإسلام والمسلمين بشكل عام ولأشقائه من الشعب اليمني على وجه الخصوص من دعم ونصرة.
وتعرض الحاج مبارك مشطر لأربع رصاصات في جنبه الأيمن من الحوثيين، الذي تسببوا في استشهاد ثلاثة من أبنائه، ثم أخيه وابن أخيه ويعد واحدًا من آلاف اليمنيين الذين اكتووا بنار الحوثيين التابعين لإيران الذين أفقدوه فلذات كبده ولَم يرحموا ضعفه وهوانه، إذ مزقوا جسده برصاص البغي، قبل أن ينقل إلى مستشفيات المملكة التي ضمدت فيها جراحه.
ولاتزال آثار الرصاص بادية على جسده رغم محاولته إخفاءها، وستظل باقية معه طيلة حياته وكأنها جاءت لتمثل شاهدًا حيًّا على أيام بغي الحوثيين في اليمن والذين لم يتركوا بيتًا من أقارب "مشطر" إلا وقد واجه عدوانهم بشهيد أو جريح.
وبالرغم من جراحه الكبيرة، سواء في جسده أو في أبنائه، إلا أن عدداً من حفيداته اللاتي فقدن آباءهن دائمًا ما يكسرن قواه ويضعفن عزيمته عندما يراهن يبكين على آبائهن الذين لم يكن ألم فقدهم على تلك الحفيدات فحسب.
وروى "مبارك" ذكريات مؤلمة على صعيد عرفات بابتسامة الرضا والاستسلام للقدر، مؤكدًا أن استضافة خادم الحرمين الشريفين في موسم الحج كانت هي البلسم الشافي والعلاج الناجع لما يكنه في صدره من آلام وأحزان.