شاهد رحلة تهامة الماتعة.. "قطرات السماء" تعيد المزارعين إلى أهازيجهم والمرجمة

كان قد أوشك الأهالي على هجرها.. تبدأ ببذر حبة وتنتهي بمخزون هائل من المحصول
شاهد رحلة تهامة الماتعة.. "قطرات السماء" تعيد المزارعين إلى أهازيجهم والمرجمة

أعادت الأمطار الغزيرة التي شهدتها تهامة منطقة عسير، مؤخراً، إلى الأذهان أهازيج المزارعين، وصوت المفقاع والمرجمة، بعد أن كادت تختفي عن الأنظار والأسماع.

وعمد عدد من المواطنين إلى استصلاح مزارعهم والعمل على تنظيفها وحرثها وبذر أنواع الحبوب المختلفة مثل البجيدة والدخن والسمسم والبيضاء والزعر الأحمر، إلى جانب الخضراوات.

وقال المواطن علي إبراهيم موسى عسيري لـ"سبق" وهو بوادي البطح، يلف جسده بالمرجمة والمفقاع: إن الأمطار والسيول التي شهدتها تهامة عسير حركت مشاعر أصحاب المزارع، وأعادتهم إلى سابق الزمن، ودفعت بهم إلى استصلاح مزارعهم، والعمل على تنظيفها وحرثها وزراعتها، بعد أن تخلى عنها الكثير في وقت مضى.

وأضاف: "ما أن تمتلئ العذوق بالحب إلا ويعمد المزارعون في حماية ذلك المحصول الزراعي من الطيور، مستخدمين في ذلك المفقاع والمرجمة وأصوات يصدرونها".

ولفت "عسيري" إلى أن المفقاع صناعة يدوية قديمة توارثها الأبناء عن الأجداد، ويصدر أصواتاً تشبه الطلق الناري يحمي بها المزارعون محاصيلهم من الطيور، فضلاً عن المرجمة التي اشتق اسمها من الرجم، وهو القذف بالحجارة؛ حيث يوضع داخلها الحصى، ثم يقذف بها وسط الزرع، ومع هذا وذاك يردد المزارعون الأهازيج والألحان التي تنسيهم التعب وتمدهم بالنشاط والحيوية، وتحمي المحصول في الوقت الذي يسقون فيه غرس أيديهم بعرق جبينهم.

وتابع: "وما أن تثقل العذوق بالحبوب ويحين وقت الحصاد إلا ويعمد المزارعون وأبناؤهم إلى حصادها ومن ثم تجميعها تمهيداً "لصرمها" وهو تقطيع العذوق التي يتم تجميعها في مكان خاص يسمى بالجرين فدوسها لفصل الحبوب عن العذوق، رحلة ماتعة يشترك فيها الأبناء مع آبائهم تبدأ ببذر حبة، وتنتهي بمخزون هائل من المحصول".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org