على طريقة "لاقيني ولا تعشيني".. عبارات لجهات ظاهرها تجاوب وباطنها السمعة!

مستفيدون: البعض يسمع "جعجعة ولا يرى طحيناً".. ومختص سابق يؤكد: نعمل على الرد
على طريقة "لاقيني ولا تعشيني".. عبارات لجهات ظاهرها تجاوب وباطنها السمعة!

"لاقيني ولا تعشيني".. هذا المقولة العربية التي تشير على أن حسن لقاء الضيف دون تقديم أي شيء له إحدى مراتب الكرم، فليس بالضرورة وفق مفهوم العبارة أن تصنع لمن طلب منك شيء شيئاً، باعتبار أن الاستقبال والترحيب ربما يغفر ضعف الخدمة الأصلية، أو عدم تقديمها للسائل الذي جاءك بها تحت أي ظرف.

ويقول مستفيدون من قطاعات خدمية: إن هذه العبارة تنطبق تماماً على بعض حسابات هذه القطاعات في مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ تجدهم يسارعون بعبارة قريبة لها في الوصف، ولكن تؤدي إلى نفس المعنى كـ"تم تحويل ملاحظتكم للقسم المختص لعمل اللازم"، أو "شاكرين تواصلكم"، أو "سيتم التواصل معكم"، أو "نسعد بخدمتك"، عبارات لا حصر لها يغلب عليها النسخ واللصق من جهة لأخرى، وفي الحقيقة نادراً ما يتم التجاوب الفعلي!

ويرى المستفيدون أنه لا فرق بين الجهة التي لا ترد والجهة الأخرى التي ترد بعبارة فضفاضة لا تؤدي إلى نتيجة حقيقية، وأن الاختلاف ينحصر على أن الأولى ترسم صورة ذهنية سلبية، والأخرى ترسم صورة إيجابية، باعتبار أن الرد "فضيلة إعلامية"، تحسب للجهة أمام متابعيها الآخرين باستثناء الشخص صاحب الحاجة؛ إذ اكتفت الجهة بملاقاة طلبه بالتجاوب على هذا المبدأ، فهو يسمع "جعجعة ولا يرى طحيناً".

وقال موظف علاقات سابق لجهة خدمية لـ"سبق": إن إدارة العلاقات العامة لأي جهة "تعتبر إدارة سمعة، وهي تعمل بحسب المسؤول عن هذه الإدارة بالرد على الملاحظات التي ترد على حساب الجهة، بحسب كل ملاحظة، ثم بالفعل يقوم بتحويلها للقسم المختص، ويطلع المدير المباشر للجهة، ثم يقوم بالمتابعة إلى حين تعديلها، ثم يقوم بالتجاوب على المواطن، فيما تكتفي الفئة الأخرى بالرد دون أن يكون هناك أي تجاوب حقيقي أياً كانت هذه الملاحظة، باعتبار أن العلاقات العامة تقوم بدور تحسين السمعة فقط".

وعلى مستوى الصحافة، ليس ببعيد أن تحضر أيضاً تلك المقولة؛ ففي كثير من الأخبار والتقارير الصحفية التي تحمل هموم وشكاوى المواطنين يحضر التجاوب والتفاعل السريع والمطمئن معها، ثم تبدأ موجة من الأعذار والتعقيدات التي تحتاج مرة أخرى لأن تطرق أبواب القضية أو المسألة لعلها تجد حلاً قاطعاً!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org