الموظف في المقهى!!

سألتُ أحد الشباب العاملين في أحد المقاهي ذات الاسم العالمي عن مدى رغبته وقدرته على الاستمرار في العمل؛ فقال: العمل في المقهى رائع ومناسب، وفيه تغيير مستمر، وتجديد؛ وذلك بالتعامل مع شخصيات مختلفة من العملاء.

أعجبتني ردود الشاب المتحمس للعمل، والمُقبل بكل طاقته نحو خدمة روَّاد المقهى. كان مُلمًّا بكل أسماء المشروبات الباردة والساخنة، وأنواع المعجنات التي تُباع في المقهى، وأسعارها. آمنت بأن مثل هذا النوع من الموظفين هو المطلوب والمرغوب من كل المنظمات.. يمتلك الرغبة والشغف العالي، ولديه القدرة والمهارة والمعرفة، ويُعدُّ نموذجًا للموظف المثالي.

التحدي هنا يكمن في قدرة المقهى على المحافظة على أولئك الشباب الرائعين، وعلى مستوى حماسهم ونشاطهم في العمل. وهنا سأورد بعض التوصيات التي أرى أنها ستعطي نتائج رائعة ومختلفة لكل الأطراف المعنية بالمقهى، وهم: صاحب العمل، والموظف، وأسرة الموظف، والعملاء، والمجتمع بشكل عام.

هناك عوامل أساسية ورئيسية، مثل الراتب والتأمين الصحي والبدلات، واستمرار دفعها في نهاية الشهر، وبدون تأخير أو مماطلة. وهذا أمر غير قابل للنقاش.

ما أود أن أقترحه في هذا المقال هو تحديد ساعات العمل بسبع ساعات، بما فيها ساعة الاستراحة، ومنح الموظف يومَيْن إجازة في الأسبوع، وتوفير كراسي جلوس للراحة في حال عدم وجود طلبات.

رغم بساطة المقترحات أعلاه إلا أن لها أثرًا كبيرًا في استمرارية الشاب في العمل في المقهى.

لماذا سبع ساعات؟ حتى لا نستهلك كل طاقة الشاب، ونحافظ على جزء من تلك الطاقة، يخدم بها أسرته، ويستمتع مع أصحابه، ويعيش حياته بشكل طبيعي. زيادة ساعات الدوام مرهقة للغاية؛ وتجعل الشاب يتألم من واقعه، ويعيش حسرة عدم استمتاعه بوقته، وقد يقوده ذلك الأمر إلى ترك العمل؛ وهذا يقود للانحراف -والعياذ بالله-.

الشاب يحتاج إلى أن يجلس مع أسرته، ويمارس الرياضة، وأن يتحدث لأصدقائه.

بعض الشباب يحتاج إلى الوقت للعمل في أحد التطبيقات المرتبطة بالتوصيل، وهذا مصدر دخل إضافي؛ يمنح الشاب الاستقرار المالي والأمان.

يجب علينا نحن المجتمع أن نراعي ظروف بعضنا، وألا يكون همُّ كل واحد فينا نفسه فقط. راحة جميع أفراد المجتمع وسعادتهم تعنيان جودة حياة للجميع.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org