السجن أربع سنوات..!!

تم النشر في

من وقت لآخر تطالعنا وسائل الإعلام عن قيام الأمن العام بالقبض على أشخاص إثر مشاجرات جماعية أو فردية، وما تحتويه هذه الأخبار من تفاصيل مؤلمة.

والحق إن تزايُد المضاربات اليومية عند الإشارات ومواقف السيارات والطرقات العامة والمطاعم والمدارس يحتاج إلى الوقوف أمامها، ودراسة أسبابها؛ وبالتالي إصدار وسَن قوانين حازمة، تحدُّ منها، ومحكوميات رادعة بحق أطرافها.

الحل قد يكون في السجن أربع سنوات، ما فيها لا راح ولا رجع، على سبيل المثال؛ لعلها تكون درسًا لهم، ورادعًا لغيرهم.. أو على الأقل تكون مانعة وعذرًا لمن لا يريد الدخول في المضاربات الجماعية مستقبلاً؛ لينفذ بجِلده وجيبة.. كما أنها مع مرور الوقت ستكون ثقافة احترام للقوانين، والتفكير بموجبها، وطريقة مثلى في التعامل مع الآخرين بدون مضايقات وملاسنات، وعدم الدخول معهم في مناوشات على المستوى الفردي، والجماعي..!!

المشاجرات اليومية في الحقيقة لا تحل مشكلة، ولا تمنح منفعة، ولا تعطي أطراف النزاع مميزات دون غيرهم، ولا مكاسب آنية ولا حتى على المدى البعيد، بل إنها تتسبب في كسور مضاعفة، وجروح غائرة، وعاهات ووفيات وعداوات بين الناس وأفراد المجتمع، وندم على ما فات بعد تقدُّم العمر.. وبالتالي فليس من المعقول أن تكون ثقافة للفرد والجماعات..!!

الحل الناجع والعملي للحد من ظاهرة العنف والعدوانية والتهور الإنساني بمد اليد، واستخدام العقال والأدوات الحادة والعصي، يبدأ بتغليظ العقوبات، وذلك بالسجن سنوات طويلة؛ لإراحة المجتمع منهم، وكذلك لاستفادتهم داخل السجن بقضاء الأوقات بما يفيد من قراءة القرآن الكريم وحفظه، والاطلاع على الكتب، وإكمال دراستهم، وتنظيم مواعيد نومهم، والادخار، وتعلُّم الترتيب، والهدوء بعيدًا عن الضوضاء وزحمة الطرقات..!!

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org