مبالغ ندفعها لمزايا لا نستخدمها..!
سيارتي التي أستخدمها منذ ثلاث سنوات يوجد بها مزايا لا أعرف طريقة استخدامها حتى الآن. بمعنى أنك دفعت مبالغ إضافية كبيرة دون فائدة. لو أخذنا السيارات مثلاً سنجد أن نسبة كبيرة من المستهلكين يشترون السيارة (فل كامل) لأجل المباهاة فقط دون أن يحتاجوا لتلك المزايا (ولا يعرفون حتى استخدامها من باب المعرفة بالشيء على الأقل)، وينتهي العمر الافتراضي لتلك السيارة وهم جاهلون بتلك التقنيات.
يروي لي أحد الأصدقاء أن لديه سيارة منذ سبع سنوات، ولم يكتشف بعض المزايا إلا مؤخرًا عندما أخبره أحدهم بذلك.
قِس على ذلك بقية الأجهزة من تلفزيونات وغسالات وجوالات ومكيفات وأفران وأجهزة كمبيوتر، وما نستخدمه كافة في حياتنا اليومية. بمعنى أن تلك تقنية مهدرة، ومبالغ نخسرها بدون فائدة. والمشكلة أنها مبالغ كبيرة، نحن بحاجة لها، ولو تم توجيهها الوجهة الصحيحة ربما حققنا مكاسب مادية، تفيدنا وأُسرنا مستقبلاً بدلاً من الصرف على أمور لا نستفيد منها.
الفَرق بين السيارة (ستاندر والفل كامل) يصل في بعض السيارات إلى مائة ألف، وبعضها إلى عشرين ألفًا حسب نوع السيارة. إذن هناك مبالغ كبيرة يتم إنفاقها في غير وجهتها الصحيحة؛ وهو ما يؤكد أن سلوك بعض المستهلكين يحتاج إلى توعية وإرشاد؛ لتعديل هذا الخلل لديهم.
والغريب أن البعض يشتكي من عدم مقدرته على شراء احتياجاته كافة بينما في الواقع لديه عدم مقدرة على اختيار السلع التي تناسبه بأسعار معقولة.
ليس مطلوبًا مني شراء أغلى غسالة بينما الأخرى التي تؤدي الغرض بقيمة أقل من الثلث متوافرة ولا أشتريها. وكذلك بقية الأجهزة، مثل الكمبيوتر الذي أستطيع شراء جهاز بتسعمائة ريال لتأدية حاجتي بدلاً من شراء جهاز بأربعة آلاف.. ولكن للأسف هذا سلوكنا الاستهلاكي.
المشكلة لا تتعلق بالمراهقين فقط، ولكنها تصل إلى فئة كبيرة من الناس من الأعمار كافة، الذين أصبحوا يبحثون عن أبرز وأهم المزايا دون معرفة استخدامها، أو دون الحاجة الماسة لها؛ ولذلك أحسِنوا توجيه سلوككم الاستهلاكي؛ لتنعموا بحياة أفضل.