من استغل القضية الفلسطينية؟
ما يحدث حاليًا في دولة فلسطين المحتلة، وقطاع غزة تحديدًا، من حرب تدور رحاها، ستخلف -إن لم تكن خلفت حتى اللحظة- آلاف القتلى، ومثلهم من المشردين والباحثين في المستشفيات عن إيقاف نزيف الدم، وضمد الجراح، في واحدة من صور المأساة المتكررة وأشكال الألم وأنين الوجع..!! من وقت لآخر يعيش العالم نتائج مناوشات بالحديد والنار بين حركة حماس وبعض الحركات الفلسطينية ودولة الاحتلال "إسرائيل" التي تتلقى دعمًا غربيًّا واسع النطاق، يكون ضحيتها في الغالب المواطن الفلسطيني الأعزل، والمزيد من الخسائر في الأرواح، وكذلك الدمار والخراب في البنية التحتية؛ لما تخلفه -دون شك- هذه الحروب من نتائج مدمرة وصادمة ماديًّا وإنسانيًّا..!!
وفي كل مرة يتبادر للذهن وعقل المتابع للأحداث الراهنة سؤال خافت عمّن المتسبب في حدوث مثل هذه الفواجع الإنسانية والكوارث الدامية وتأزم المواقف وازدياد القصف في الأرض المحتلة وشعبها الأعزل البريء من قِبل قوات الاحتلال للحكومة الإسرائيلية المتغطرسة، التي لا تألو جهدًا وفرصًا تتاح لإثبات هيمنتها على أرض الواقع دونما مراعاة لما قد يحدث للأطفال والنساء والمسنين والقاعدين في بيوتهم، تحت ذريعة الرد على ما تقوم به فصائل غزة الفلسطينية التي قد يؤثر في توجيهها ودعمها دول لها مصالح في تأجيج الصراعات داخل العالم العربي، ومنها إيران، إضافة إلى إعلام يتصدره بائعو الوهم..!!
إن دولة فلسطين والقدس المحتل من المسلّمات التي لا تحتاج إلى استغلال من قِبل بعض الأطراف لتأجيج مشاعر الشعوب الإسلامية؛ فقضيتهم عادلة، وحقهم في تحرير أرضهم أصيل الهدف والغاية؛ وبالتالي لا بد من حدوث مثل هذا المبتغى يومًا ولو طال انتظاره؛ فالظلم لا يدوم أمد السنين وأبد الآبدين..!!