تداول المجتمع قبل أيام ما قيل إنه تصريح لنائب مدير جمعية الذوق العام حول سؤال البعض للآخرين "متى تتزوج..؟"ـ واعتباره ذلك من مخالفة الذوق العام؛ ما يعني أن طرح مثل هذه الأسئلة يُعدُّ خرقًا لمبادئ الذوق العام والإتيكيت، والتدخل المباشر في خصوصيات الناس وشؤونهم الداخلية؛ وقد يكلف نزاعًا حقوقيًّا وشكاوى مستقبلية إذا أخذنا في الاعتبار الحق الأصيل في الجانب القانوني وتبعاته على محمل الأهمية..!!
مثل هذه الأسئلة الشخصية تُطرح من باب الاهتمام، والحث على سرعة الزواج المبكر، والتشجيع على اتخاذ قرار من هذا النوع لمن تجاوز السن الملائم للزواج وبناء أسرة سعيدة، أو تأخَّر دونما سبب واضح يستدعي اللوم والتنبيه من المحيطين به لتدارُك الأمر قبل فوات الأوان..!!
إن مَن تأخر في الزواج من الشباب ممن تجاوز الثلاثين عامًا بالتأكيد ستُطرح مثل هذه الأسئلة عليه، وكلما زادت سنوات التأخر ستكون بصوت غاضب ومرتفع؛ إذ لا مناص منها ولا مهرب، أي عبارة "متى تتزوج؟" حتى وإن كانت بحد ذاتها مخالفة للذوق العام..!!
متى تتزوج سيقولها الأب حين يفيض به صبر الانتظار تجاه ابنه، والأخ لأخيه، والقريب لقريبه، والصديق لصديقه، والزميل لزميله.. وهكذا. فهل سيكون ذلك مدعاة للمخالفة والشكوى؟ بالتأكيد وقطعًا لا وألف منها؛ وذلك باختصار لأن لا أحد من الآخرين سيهتمون بمتابعة شؤون غيرهم أو يعلمون عنها..!!
لماذا لا يكون قطع صلة الرحم مخالفة للذوق العام؛ تُسن له القوانين والغرامات المالية حتى لا نترك لقاطعي الرحم فرصة الجناية والعيش بعيدًا عن تبعاتها؛ إذ حان الوقت لوضع حد لهذا الأمر والسلوك الشائن الذي يتنافى فعلاً مع مبادئ الذوق العام..!!