البنك المركزي السعودي: صمام الأمان لاقتصاد قوي

‬لا شك أن وجود مؤسسة وطنية تُعنى بالنظام النقدي والمصرفي في الدولة، أمر مهم جدًّا، بحيث يشكل الضابط الأساسي للأنظمة النقدية والمصرفية المعمول بها في الاقتصاد الوطني، وهذا الدور الذي يقوم به البنك المركز السعودي منذ تغيير مسماه من مؤسسة النقد إلى البنك المركزي، هذا التغيير الذي أتى ضمن سياق برنامج التحول الوطني الذي تعمل به المملكة منذ تولي سيدي ولي العهد يحفظه الله لإدارة الشؤون الاقتصادية المستقبلية للمملكة، وأصبحت الاختصاصات أكثر وضوحًا والصلاحيات أكثر إنجاحًا للعملية المصرفية والنقدية في المملكة.

البنك المركزي السعودي يقوم ببرامج ومهمات مهمة جدًّا للغاية، ودوره دور البنوك المركزية في الدول العالمية، دور مهم جدًّا للغاية، من حيث ضبط أعمال وسياسات المصارف والبنوك التجارية، ضبط أسعار الفائدة، إدارة أعمال شركات التأمين وإعادة التأمين، ضبط وتنظيم سياسات التمويل سواء المصرفية أو شركات التمويل المختصّة، وإصدار القرارات والأنظمة التي تعزز من قوة الاقتصاد، بحيث تكون القرارات والأنظمة على وجهين: الأول معالجة وتنظيم الوقت الحاضر، والوجه الآخر هو استشراف المستقبل والاستعداد لأية تطورات من أي نوع كانت.

في الآونة الأخيرة شهدنا تطورًا ملحوظًا في الأنشطة المالية والتمويلية والمصرفية والتأمينية، وشهدنا العديد من القرارات التي صدرت ساهمت بشكل كبير جدًّا وملحوظ في دفع عجلة نمو الاقتصاد السعودي، وضبط توازنه الحالي والمستقبلي، وهذه الإنجازات أتت من رؤية سيادية وطنية يقودها سمو ولي العهد وفريقه الاقتصادي، وبفريق عمل متميز ومحترف ومؤهل في كوادر الإدارة التنظيمية والتنفيذية للبنك المركزي السعودي، بسواعد وعقول سعودية وطنية.

ولعل جهود المحافظ "د. فهد المبارك" في التطوير شملت جميع النواحي؛ ولعل أبرزها تفعيل خدمة العملاء والشكاوي في البنك المركزي بشكل فعال؛ فقد أصبح المستفيد من الخدمات البنكية أو التأمينية أو التمويلية يستطيع تقديم شكواه إن وجدت بوسائل كثيرة وهو في مكان عمله أو منزله أو أينما كان، وقد سهل ذلك كثيرًا على الجميع وساهم في رفع مستوى الخدمات المقدمة من الجهات التي يشرف عليها البنك المركزي، كما بذل جهودًا كبيرة مع البنوك فيما يتعرض له العملاء من محاولات احتيال، وتوعية العميل ورفع مستوى التوعية في محاربة هذه المحاولات، والتي يقف لها الجميع بالمرصاد، ولا شك أن ما قام به من تعديل الهيكل التنظيمي للبنك موخرًا سيسهم بشكلٍ كبير في قيام البنك بمهامه الجسيمة.

لا شك أن مؤسسة النقد العربي السعودي السلف السابق للبنك المركزي السعودي، كان لها دور كبير في تنظيم الاقتصاد التمويلي والمصرفي والتأميني، ولكن البنك المركزي السعودي اليوم يعتبر ضابط الأمان المهني، ومصدر الثقة للاستثمار المستقبلي والحالي، وبكل تأكيد حين يتم الدمج بين الاحترافية في العمل وبين الروح الوطنية، فإن المنتج والمخرجات تكون دائمًا عند التوقعات، ولا شك أن هنالك المزيد والمزيد من التنظيم والقرارات وتصويب الأوضاع التي ننتظرها من إدارة البنك المركزي السعودي، فالمرحلة القادمة مرحلة كبيرة ومهمة جدًّا في الاقتصاد السعودي، خاصة ونحن من أهم وأكبر أعضاء الـG20 ومن كبريات الدول الاقتصادية على مستوى العالم.

حقيقة أن رؤية المملكة 2030 غيرت في التفكير النمطي الأساسي للعقل السعودي في كل المجالات وفي مقدمتها المجال الاقتصادي، وأصبح التفكير ينصب في بوتقة تحقيق الصالح العام والتميز والريادة، وكل مؤسسات الدولة الاقتصادية والمالية تعمل ضمن نسق واحد منسجم، لكن قلب هذا النسق وعمود هذا الانسجام هو البنك المركزي، أو كما يسمى عرفًا: بنك البنوك.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org