لماذا لا يكون المهر وردة..؟!!

تم النشر في

الملياردير "أمباني" أغنى رجل في الهند والصين، بل في آسيا مجتمعة، أقام جزءًا من حفل زفاف ابنه "أنانت". وسيستمر هذا الحفل الأسطوري أربعة أشهر قادمة وأسابيع متبقية، وذلك بتكلفة تجاوزت "الـ 200" مليون دولار، كما أشارت العديد من المصادر الإعلامية، في حين أن تكلفة الزواج التقليدي في بلد الملياردير "الهند" لا تتجاوز سبعمائة دولار في غالب الأحيان إذا "كبرنا الكلام"..!!

الفوارق الواسعة بين الحالتين، ما بين حفل "أنانت" أصغر أبناء "أمباني" والحفل التقليدي، يعطينا انطباعًا بأن الزواج من الألف للياء لا يتقيد بقوانين ملزمة واشتراطات صعبة؛ فهو أسهل مما يظنه البعض من الناس الذين يحيطون تكاليفه بقدسية وهالات من الوهم والوجوبية؛ وبالتالي الصرف عليه بطريقة مبالَغ فيها، وبشكل باذخ، وبإسراف تام، جهدًا ومالاً ووقتًا، بحجة الفرح والسرور، ورسم البسمة في القلوب، وإضفاء الابتهاج على المحيا..!!

وهنا أتساءل والحيرة تسكنني على نحو: لماذا لا يكون المهر لدينا وبدول الخليج أيضًا عبارة عن دبلة لا تكلف 129 دولارًا، أو وردة بيضاء من بستان يتدلى من جدرانه الاخضرار، أو يكون المهر ألفَي ريال شاملة تكاليف المأذون بدلاً من الخسائر والتكاليف الباهظة التي أثقلت عواتق الكثير من الشباب والعديد من الأسر، وأن يكون هذا الزواج عائليًا مقتصرًا على أسرتَي الزوجين فقط..؟!!

في العديد من دول العالم والبلدان الأخرى البعيدة لا يكلف الزواج الكثير من المال؛ فالمهر في الغالب إما "بوكيه ورد"، أو خاتم لا يتجاوز سعره الـ 100 دولار، مع التكفل بعدد عشرين وجبة عشاء من أقرب مطعم للوجبات السريعة، مع البيبسي والبطاطس والمايونيز، وينتهي الحفل بهدوء تام وسكينة عالية، ودون أي ضجيج أو ازدحام عند المغاسل ومواقف السيارات..!!

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org