سـرقـة لعيون المتابعين..!

تم النشر في

يقول الخبر: "شرطة منطقة نجران تقبض على مقيم؛ وثَّق محتوى مرئيًّا لسرقته من مقر إقامة مواطن أحد مقتنياته، وقيام أربعة آخرين بمساعدته"!!

سرعة الضبط ومباشرة الواقعة بالتأكيد عمل احترافي ومهني، يحسب لجهات الأمن لدينا؛ لحفظ الأمن، ومتابعة كل من يتجاوز الأنظمة والقوانين المعمول بها، والتعدي على حقوق الآخرين والممتلكات الخاصة والعامة، مهما كانت الدوافع والمبررات الداعية لها، وبأي شكل من الأشكال والصور.

ومن هنا لا بد من الإشادة بقيام الجهات المختصة بالقبض على "الناشر المقيم" كدليل عملي وفعلي على ارتفاع مستوى الحس الأمني والوعي النظامي المتكامل، والإمكانيات العالية في تحديد القضايا ذات الأهمية فيما يتم نشره عبر السنابات والتوك توك، الموجبة للضبط والإحضار والمساءلة الجنائية.

ظهور الشخص في مقطع لاحق وهو يبرر ما قام به بأنه جاء من باب المزاح وصنع المقالب، وعدم أخذ الأمر بجدية، وليس من قبيل نية الفعل الجرمي، لم يكن ليعفيه من تبعات الإقدام على فعل كهذا؛ ما سيجعل مصيره لدى متابعيه على مقولة "يبغى يلعب وبكاني..!!".

النمط السائد في الأذهان لمفهوم المزاح والبحث عن زيادة المتابعين في الشأن العام والتفاصيل الحساسة، على نحو الغاية تبرر الوسيلة، مبرر كاف لأفعال كهذه لعيون المتابعين من قِبل البعض. وهو بلا شك مفهوم خاطئ، وينم عن عدم إدراك لعواقب الأمور ونتائجها لاحقًا.

ومما سبق فإن زيادة الوعي مطلوبة فيما يتعلق بالنشر واختيار المحتوى الهادف في ظل انفتاح وسائل الإعلام الحديثة، وانتشار صفحات التواصل والمنصات الاجتماعية.. فما تراه هينا ولا يحتمل التأويل هو في الحقيقة قد يكون مساسًا مباشرًا بالجانب الأمني أو الأخلاقي أو الإنساني أو الديني أو العرقي، وربما يحمل انتهاكًا صارخًا للخصوصية، وتهديدًا للسلم العام، ويتعارض مع نظام النشر؛ وبالتالي يتوجب مع فاعليه طبقًا للنظام إصدار مذكرات الضبط والإحضار والمحاسبة النظامية، وصدور الأحكام الرادعة في النهاية..!!

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org