"نعـين ونعـاون"... والنوم على البلاطة..!!

تم النشر في

من الظواهر المجتمعية اللافتة للعيان أن إقامة حفلات الزواجات أصبحت ذات كلفة عالية لمحدودي الدخل من الطبقات المتوسطة، وفوق حد الاحتمال؛ فالصالات وقاعات الاحتفالات والقصور المخصصة لمثل هذه الحفلات تُشكِّل ما نسبته الخمسين في المئة من المهور، فضلاً عن قيمة الذبائح وتوابعها، و"البسبوسة" وأخواتها، التي تتجاوز الخمسين ألفًا.. وهذا يعني أن إجمالي ما يدفعه "العريس المرتقب" الباحث عن إكمال دينه، وفتح باب لأسرة جديدة، تضاف للمجتمع، 180 ألف ريال!!

ومن هنا فإن المؤشرات تدل على أنه في الأعوام القادمة لن يكفي مثل هذا المبلغ لإقامة زواج ما لم يُضِف عليه أهل المعرس وإخوانه خمسين ألفًا أخرى كمساعدة غير قابلة للزيادة؛ ليقترب من حاجز ربع المليون ريال؛ وذلك كله بسبب توكيل الأمر لغير أهله؛ ليكون بيد من لا يحسنون التصرف وتدبير الأمور؛ بهدف المظاهر الزائفة، والدخول في منافسات واهية لسد النقص على طريقة "ما فيش حد أحسن من حد"، و"مَن حفلهم يكون أكبر وأفضل وأميز وأعلى مستوي في الدفع والبذخ"، وكأن المسألة سباق راليات للتحدي..!!

ليدخل في الخط أصحاب مقولة "نعين ونعاون"؛ ليستسهل "المعرس" هذه الخسائر الباهظة، ويدخل التحدي دون حساب لعواقب الأمور ظنًّا منه أن أصحاب الوعود وهؤلاء الضاربين على صدورهم سيتكفلون على الأقل بنصف خسائره التي دعته لحجز كبرى الصالات، والتعاقد مع المنشدين ومشاهير السوشال ميديا؛ ليكتشف في النهاية أنه سيعاني ثلاث سنوات قادمة لسداد الديون وعجز الميزانية، وتجنب النوم على البلاطة..!!

وفي الاتجاه الآخر نجد أن رجال الأعمال والاغنياء يقيمون حفلات زواجات أبنائهم وبناتهم في بيوتهم بشكل عائلي ومحدود؛ إذ تقتصر الدعوات على الأهل من الدرجة الأولى وأقرباء الزوجين والأصدقاء المهمين من ذوي الشراكات المستقبلية..!! لذا فالأولى أن يتم إعادة النظر في المهور من قِبل الأولياء، وكذلك الحد من التكلف، فضلاً عن المشاركة بين أهل الزوج وأهل الزوجة؛ لتكون الخسائر مناصفة بين الطرفين، ووفقًا لإمكاناتهما المادية، وسجلاتهما وحساباتهما البنكية التي تزدحم بالأصفار؛ فليس من المعقول أن يكون العريس "اللي ما في جيبه ريال" يحجز صالة أفراح بثمانين ألف ريال، أما إذا كان والد العروس من المقتدرين فليس ثمة مانع أن يتكفل هو بذلك على طريقة "نعين ونعاون" بشكلها ومكانها الصحيح..!!

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org