السودان على كـف "حميدتي"..!!
السودان سلة غذاء العالم؛ لما تتميز به من موقع استراتيجي، وتربة قابلة للزراعة، ورعي الأغنام، وصناعة الأغذية، وكذا الأدوية.. ولمرور نهر النيل بها، وهو واحد من أعظم الأنهار في العالم منذ آلاف السنين..!! لكن كل ذلك لم يتم استغلاله بالشكل المطلوب، وبالطريقة الصحيحة والنموذجية لبلد من المفترض أن يستغل الثروات المائية والزراعة والثروة الحيوانية؛ إذ انشغلت البلاد -للأسف- بالحروب الأهلية جنوبًا وشمالاً، والمنازعات السياسية، وسيطرة الميليشيات والعصابات وتجار الأسلحة على حساب استقرار هذه البلاد الطيبة..!!
في السودان، وبعض البلدان الأخرى، تصحو من نومك بعد ليلة مقمرة، وبعض من تقاسم الحديث حول همومك الحياتية، وتجد رئيسًا جديدًا يحكم جزءًا من هذا الوطن المثخن بالجراح والمهدد بالفقر والمجاعة لعدم وجود الاستقرار والأمن المطلوبَيْن..!!
الحياة في بلد كالسودان العزيز أشبه بضرب من الجنون، ومخاطرة يرتكبها المواطن السوداني البسيط في حق نفسه؛ ذلك أن الميليشيات والأحزاب المتناحرة على السلطة، وإحكام قبضتها على مفاصل الدولة والنظام، تُهدد آماله وتطلعاته على المدى الآني والبعيد معًا..!!
إن ما يُسمى قوات التدخل السريع في السودان بقيادة "حميدتي" هي باختصار بداية لترسيخ وصناعة الفوضى والدمار والفتنة في بلد عربي، كان مضربًا للأمثال في العلم والثقافة..!!
على الجامعة العربية إنقاذ ما تبقى من تماسُك لهذا البلد العربي العزيز. وهو مسؤوليتها كجامعة، تقع تحت مظلتها العديد من الدول، دون أن تتركه فريسة للأحزاب والميليشيا والصراعات الداخلية من جهة، والدول الأجنبية الداعمة للفوضى من جهة أخرى..!!