يساورني شك، حد اليقين، أن معظم الذين يقدِّمون الهدايا التذكارية، المكوَّنة من "سيف ودهن عود ومسبحة وبشت" بعد وجبة عشاء فاخر، تحتوي على ثلاثة مفطحات لمديري المراكز ورؤساء الأقسام والمديرين من المعيَّنين الجدد، وكذلك القدماء، لا يعلمون أن مثل هذه الإجراءات تُعتبر مخالفة، خاصة إذا كان ذلك المحتفَى به لا تربطه علاقة نسب أو صلة رحم أو جوار في سكن أو زمالة عمل، على أقل تقدير من الإقناع..!!
بعض المسؤولين اليوم وأصحاب المراكز الوظيفية المتعلقة بالناس والجمهور يواجهون إحراجات ومواقف من هذا النوع، حين يجدون دعوات وإقامة عزائم، من فئة من الناس، لا شغل لهم سوى محاولة إضفاء جانب الأهمية والهيبة من خلال محاولة تكريم المسؤولين بمناسبة أو بدونها..!!
إكرام الضيف من الضروريات، ومن الواجبات الاجتماعية المهمة، وقد حثنا عليها ديننا الإسلامي، وليس من باب بناء العلاقات الشخصية مع هذا المدير أو ذاك؛ لأن في ذلك تغليبًا للمصلحة الخاصة، ورياءً لا يقبل التأويل..!!
كما أن الاحتفاء بالمسؤول من بعض المنتفعين الباحثين عن أهداف مستقبلية قد يكون وبالاً على المحتفَى به حين يجد نفسه أمام خيارات، أحلاها مُر، في حال لم يكن في مستوى الطموح لدى هذه الفئة أصحاب الواجب الوهمي والدروع التذكارية..!!
مثل هذه العزائم وإن كانت في البدايات تظهر هنا وهناك، ولم تصل للظاهرة بعد، فإن على المجتمع أولاً رفضها، وعدم الانسياق خلفها، ورفض حضورها؛ حتى لا تكون سلوكًا يصعب الوقوف أمامه؛ وبالتالي القيام بها مستقبلاً كـ"برستيج" ونهج، تؤطره وتعزز منه مواقف الآخرين..!!
في المقابل، على أي موظف أو شخص في موقع المسؤولية أن لا يفتح بابًا للعزائم والتقاط الصور التذكارية أمام الأشخاص الذين لا تربطه بهم علاقات معرفة سابقة قبل التعيين طبعًا، أو قرابة من الدرجة الأولى، أو حتى الرابعة عشرة؛ حتى لا يضع نفسه في المزيد من الإحراج الذي بالتأكيد هو في غنى عنه..!!