هل التعصب الرياضي إلى زوال؟
للأسف، يمكننا القول إن ثمة عوامل ساهمت في نشر ثقافة التعصب الرياضي بين المشجعين لدينا. و"زاد الطين بلة" مواقع التواصل الاجتماعي الحالية بمختلف أسمائها؛ ما أنتج لدينا نوعًا من الاحتقان والتعصب الممقوت حد السخرية، وأدى إلى إصدار الألقاب والأسماء غير اللائقة من قِبل جماهير هذا النادي أو ذاك فيما بينها، والتسبب في حدوث أزمة تنافسية، تستمر بعد المباريات فترات قد تصل لأسابيع خارج الملعب؛ ما جعل كل فئة تناصب الأخرى العداء!!
ونتيجة لذلك، وما يعانيه الشارع الرياضي حاليًا، وما طفا إلى السطح، وحتى لا يزداد الأمر سوءًا، ناقش مجلس الشورى مشروعًا يحد من التعصب الرياضي بأشكاله كافة، بما في ذلك الحض على الكراهية.
ومن هنا فإن على القائمين على القنوات المتخصصة والإعلام الرياضي مواكبة هذه الإجراءات، والقيام بدورهم الفعال مهنيًّا، وتدارُك الوضع من خلال برامجها الرياضية، ونقلها المباريات والاستوديوهات المصاحبة لها، والتوجيه لمذيعيها ومنسوبيها كافة، ومن يحملون الرخص الإعلامية من ضيوفها تحت اسم "ناقد رياضي" في هذا المجال تحديدًا، بالبعد عن إثارة المتابعين لها ومشاهديها من جماهير الأندية..!!
إن ما يحدث من بعض القنوات عبر برامجها المخصصة بالشأن الرياضي، ومنافسات الأندية، واستضافتها الإعلاميين لطرح أفكارهم وآرائهم وقناعاتهم المثيرة للجدل، هو في الواقع يتعارض تمامًا مع الحيادية في نقل الرأي والرأي الآخر في غالب الأحيان، وقبل ذلك مع مهنة الإعلام؛ وهو ما سيتسبب في بُعد المشاهدين عن متابعة هذه القنوات، وهجرها للأبد؛ وبالتالي تكبُّدها من جراء ذلك خسائر مادية من مردود الإعلانات التجارية والشركات الراعية، فضلاً عن حرمانها من الأندية من نقل أخبارها وتعاقداتها مع اللاعبين وتصريحاتها بعد المباريات وقبلها..!!