أصدرت قبل أكثر من شهرَيْن لجنة الاحتراف قرارات ابتدائية قابلة للاستئناف، تتعلق بشكوى نادي النصر ضد شقيقَيْه نادي الهلال بخصوص اللاعب محمد كنو، ونادي الاتحاد بسبب انتقال الهداف عبدالرزاق حمدالله. ومن بين تلك القرارات إيقاف الناديَيْن (الاتحاد والهلال) فترات عن التسجيل، وإيقاف اللاعبين فترات زمنية، وغرامات مالية، كان أكبرها ضد نادي الهلال بنحو "سبعة وعشرين مليون ريال"، تم تخفيضها لاحقًا من قِبل مركز التحكيم إلى 12 مليون ريال، وهو الأمر الذي -كما يبدو- لاقى نوعًا من القبول والرضا لدى متابعي القضية من طرفَيْ النزاع..!!
مركز التحكيم أشعَرَ نادي الاتحاد قبل أسبوعَيْن بإمكانية مشاركة محترفه المغربي "حمدالله" في مباريات الفريق بعد إصداره قرارًا نافذًا بتعليق العقوبة على اللاعب لحين الانتهاء من القضية، التي قد يطول أمد التقاضي فيها، وقد تمتد إلى ما بعد شهر رمضان القادم، وربما أكثر، خاصة أن مثل هذه القضايا للمحترفين الأجانب تذهب في النهاية بعيدًا لأروقة الفيفا وقاعات محاكمها هناك ما لم تجد حلاً بالتراضي، يقبل به جميع الأطراف.
السؤال هنا: مَنْ المستفيد من إيقاف لاعب محترف، دفع فيه النادي المتعاقد معه "دم قلبه" من مبالغ كبيرة، بعضها تم جمعها للتعاقد معه من أعضاء الشرف على طريقة "عطنا أي شيء معك"، وهو أمر يتسبب في خسارة مالية، تكبَّدها النادي دون جدوى، فضلاً عن قتل الإثارة الفنية والقيمة المعنوية داخل الملعب من قِبل المحترفين؛ وبالتالي عدم جدوى حضور الجماهير لمتابعة نجومها المميزين؛ وهذا بالتأكيد سيكون له تأثير في انخفاض القيمة السوقية للدوريات وشركات الإعلان والمؤسسات الراعية للمباريات والنقل التلفزيوني..!!
إن كان ولا بـد من إيقاع العقوبات في بعض الشكاوى تحديدًا أن تكون بمنزلة غرامات مادية، لا تتجاوز مليونَي ريال، وخصم ثلاث نقاط بدلاً من المنع من التسجيل، مع مراعاة إيقاف المحترفين الأجانب فترات معقولة ومقبولة كحد أقصى ثلاث مباريات في جميع المسابقات التي يحق له المشاركة فيها.. بدلاً من إيقافه أشهرًا طوالاً قد تمتد من تشرين إلى تموز، يفقد النادي فيها حقه من الاستفادة الفنية المرجوة منه، كما يفقد الدوري لدينا شغف المتابع وقيمته كدوري، ورونقه الأخاذ..!!