مصانع لدعم منتجاتنا الزراعية

مساحة المملكة الشاسعة أوجدت -ولله الحمد- تنوُّعًا في التضاريس والمناخ بين كل منطقة وأخرى؛ وبالتالي أصبحت كل جهة تتميز بمزايا مختلفة عن غيرها.

ولو أخذنا الجانب الزراعي -مثلاً- نجد أن الجوف تشتهر بزراعة الزيتون وزيت الزيتون فائق الجودة. أما جازان فتشتهر بالمانجو التي تُضرب لها أكباد السيارات والطيارات بحثًا عنها. أما منطقة الرياض فلا ينازعها في العالم أحد في التمر وأنواعه وجودته.. وليس بخاف عن أحد رمان الباحة الذي يشتهر بجودته. أما فواكه الطائف فحدِّث، ولا حرج عن مذاقها الساحر.. وقس على ذلك بقية مناطق المملكة.

جميع تلك المنتجات تتميز بالنكهة الفريدة التي لا توجد في أي مكان في العالم، خلاف أنها تُزرع في منبعها الأصلي المتعارَف عليه من قديم الزمن، وما تحظى به من عناية لا توجد في غيرها من الدول.

منتجات بعض المناطق عالية مثل المانجو في جازان، التي يتجاوز عدد أشجارها مليون شجرة، بطاقة إنتاجية سنوية 65 ألف طن. أيضًا الزيتون في الجوف والمنطقة بشكل عام يتجاوز عدد أشجاره 20 مليون شجرة. أما عدد النخيل في المملكة فيتجاوز 34 مليون نخلة.

ذلك الإنتاج الضخم يحتاج إلى مصانع تدعمه، وتنظم تسويقه للمستهلك المحلي والخارجي؛ إذ يعتبر علامة سعودية بارزة، تجتذب مداخيل مهمة للبلد.

ويوجد أكثر من علامة مهمة للزيتون، تنتجها وتصدرها إسبانيا، حتى أصبحت مطلبًا لجميع المستهلكين في العالم. ويمكننا عمل ذلك مع الزيتون السعودي؛ ليصبح علامة فارقة مصحوبًا بالجودة والتميز عن طريق تبنِّي بعض المصانع ذلك الإنتاج، وتسويقه، وتعليبه، وتصديره.

كذلك نتذكر في صغرنا علب عصير مانجو مشهورة، كانت تأتي من مصر من خلال عصر إنتاجهم من تلك الثمرة، حتى أصبح ذلك العصير علامة فارقة، يطلبه المستهلكون من كل مكان. ونستطيع عمل مصانع لعصير المانجو المحلي، وتعليبه وتسويقه وتصديره؛ ليصبح علامة سعودية مميزة. أيضًا نستطيع التعامل مع النخيل بالطريقة نفسها؛ لتصبح تلك المنتجات علامة سعودية فارقة، يطلبها المستهلكون حول العالم. وقس على ذلك بقية المنتجات.

ونلاحظ أثناء تجوالنا في السوبر ماركت وجود فواكه وعصائر من دول أوروبية وغيرها بأسعار عالية مغلفة ومعقمة بشكل جميل؛ وهو ما يؤكد وجود صناعة خاصة لتلك المنتجات، تحقق لتلك الدول موارد ضخمة مع الوقت.

أعتقد أننا نستطيع فعل ذلك؛ لوجود المساحة لدينا، وتنوع إنتاجي يُعتبر من الأجمل على مستوى دول المنطقة. ‫

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org