هبوط النادي الأهلي إلى دوري يلو بكل ما يحمل هذا النادي العريق من شموخ وتاريخ مشرف، وبطولات عديدة، ورصيد من المحبين يُقدَّر بالملايين العاشقة، أحدث صدمة للمتابعين الرياضيين عمومًا، وللاتحاديين في المقام الأول؛ كون الأهلي يمثل جزءًا مهمًّا من الرياضة في مدينة جدة تحديدًا، والوطن كله..!!
إن لم تجد من كان ينافسك في يوم ما فستبقى وحيدًا، وهو شعور مرعب، لا يمكن وصفه؛ إنه بمنزلة الإحساس بالفقد والغياب الحزين الذي "يشبه القتل البطيء"، تنسى فيه وقع أي خسارة أخرى في النفس والوجدان من بطولات، وهزات قوية يمكن أن تتعرض لها، وهو ما حدث للاتحاد بفقدان الدوري، وكأنما مرَّ دونما أسف لضياعه رغم أهميته، والتعب المضني من أجله طوال الجولات الماضية..!!
أندية جدة قد تختلف عن بقية الأندية الأخرى كثيرًا في تعاطيها وثقافتها؛ فهي بالنسبة لجماهيرها أندية تشاركهم الهم والاهتمام والحزن والفرح والعتاب والرضا.. وتتقاسم رغيف الخبز الساخن وبهجة الروح وانكسارات الحياة بما تحمل من فكر ونبض.. تقاسمهم السير في الطرقات وخطوات العودة إلى منازلهم في المساء بعد جهد جهيد، ويوم شاق من العمل، وتشاركهم البحث عن الدفء في ليالي الشتاء الباردة، وترديد الأغنيات، والانتشاء بالغيم والمطر؛ وبالتالي لا يمكن قراءة المشهد الرياضي دون وجود الجار المنافس لأي منها: الاتحاد أو الأهلي..!!
الاتحاد بدون الأهلي سيكون يتيمًا في مشاركاته ومباريات الدوري الموسم القادم، كمن لا ظل له يؤويه، فاقدًا حدة التنافس وحرارة الأجواء وهو يخوض معتركها مع الأندية الأخرى، وتأثير التعب والترحال من ملعب لآخر، يمشي مكسورًا على عكاز، لا يقوى على السير بثبات، تثقله الجبيرة وأدوية العطارين، ولا يستطيع التنفس من الأعماق، ولا يقوى على التحليق في الفضاءات أو ركوب الموج والإبحار..!!