الطالب والوزير.. ودوام شهر رمضان!

يستمر جدل الدوام في شهر رمضان المبارك كلما حل علينا دخول شهر رمضان، وذلك منذ سنوات، ولم يكن وليد الساعة؛ ولذلك يُستغرب ممن يقول إن شهر رمضان مثله مثل بقية الشهور ـ طبعًا القصد من ذلك أن فيه دوامًا، وليس شهر إجازات..! ـ ولكن يؤخذ على من يقول ذلك بأنه مثله مثل بقية الشهور..! إذًا لماذا نميزه بتوقيت مختلف تمامًا عن بقية الشهور..؟! الذي لا يتناسب -أي التوقيت- بالنسبة للطلاب والطالبات..؟! خاصة وهو مدعاة للسهر، بطريق غير مباشر..!! لماذا لا يكون من الساعة السابعة صباحًا حتى الساعة الـ11 أو الـ11.30، وتكون الحصة الدراسية 30 دقيقة فقط..؟! وذلك لاعتبارات عدة، منها أن الأبناء من الطلاب والطالبات يكونون حديثي عهد بالسحور؛ ولا يعتريهم جوع ولا عطش مثلما يكون الدوام عند الساعة العاشرة..!! وبالتالي يعودون لبيوتهم قبل صلاة الظهر، وبإمكانهم من بعد صلاة الظهر النوم قليلاً حتى وقت صلاة العصر، وفي المساء يأخذون قسطًا من النوم قبل السحور. وفي رأيي، وربما رأي الكثير، بمثل ذلك التوقيت نجنب أبناءنا وبناتنا من الطلاب والطالبات السهر وكثرته طوال شهر كامل، به دراسة، واختبارات فترات... إلخ!

وهنا يرد في ذهني حديث معالي وزير التعليم، الدكتور حمد آل الشيخ، مع الطالب في حفل تدشين دوري المدارس. ولا أريد الخوض في تحليل ذلك الحوار؛ فقد تم تحليله ونقاشه على وسائل السوشال ميديا بما يكفي، ولكن أردت أن أتحدث في مقالي هذا عن أحد ردود الوزير للطالب بقوله "شهر رمضان مثل بقية الشهور..!!".

فإذا كان شهر رمضان مثل بقية الشهور فلماذا نميزه بتوقيت الدوام فيه عن بقية الشهور..؟! إذًا هو يختلف عن بقية الشهور في توقيت الدوام؛ كونه شهر صوم وعبادة، وعمل..! ولكن علينا أن نغيِّر في توقيت الدوام، وأن يكون توقيت الدوام فيه من الساعة السابعة صباحًا حتى الساعة الحادية عشرة أو الحادية عشرة والنصف؛ حتى يكون ذلك التوقيت في شهر رمضان المبارك حقًّا، قولاً وفعلاً، مثل بقية الشهور. أما كوننا نميزه بدوام يبدأ من الساعة العاشرة صباحًا حتى قبل العصر في مناطق ومدن، وقبيل العصر بدقائق معدودة في مناطق ومدن أخرى، فحينها لا يكون مثله مثل بقية الشهور، بل هو مختلف كليًّا..!! ويكون فيه أيضًا مشقة وتعب كثير على الطلاب والطالبات، بخلاف الموظفين والموظفات؛ لأنه سيكون فيه سهر في الليل حتى الفجر، طالما الدوام في منتصف النهار، فضلاً عن توقيت اختبارات الفترة الأولى..!! ولذلك تغيير توقيت الدوام عند الساعة السابعة صباحًا حتى الساعة الحادية عشرة أو الحادية عشرة والنصف مطلب مُلح يا معالي الوزير؛ حتى يكون توقيت الدوام في شهر رمضان المبارك مثله مثل بقية الشهور قولاً وفعلاً. وكل عام وأنتم بخير. ونسأل الله أن يبلغنا وإياكم شهر رمضان المبارك، ونحن وبلادنا الحبيبة وجميع بلاد المسلمين في خير وصحة وعافية، وأمن وأمان، بإذن الله تعالى.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org