"المجنون" يناديكم!

واقع مرير يعيشه بعض المصابين بالأمراض العقلية الذين خرجوا من المستشفيات النفسية بعد علاجهم بحجة أن رعايتهم ومتابعتهم وإعادة تأهيلهم وإدماجهم في المجتمع ليست من اختصاص المستشفى، وفي الوقت نفسه ترفض أُسرهم استلامهم!

حقيقة، المستشفيات ليست دورًا للنقاهة، لكن يقع الإحراج كل الإحراج على الشرطة حينما تقبض على مضطرب نفسيًّا، سبق أن تلقى العلاج، وصدر منه موقف عدائي أو جنائي، عندما تلفظه وترفض استلامه المستشفيات بحجة عدم وجود أُسرة، وكذلك الأُسر بحجة عدم تأهيلها وإمكانية متابعتها مريضهم، والتعايش معه.

أمام هذه المشكلة، وما تسببه من ألم نفسي، تقع المسؤولية على المجتمع المدني فيما يتعلق بـ"الرعاية المجتمعية"، من خلال الجمعيات الخيرية، والقطاع الخاص، والشركات الكبرى، ومراكز الأبحاث، والمستشفيات.. بإشراف حكومي، ودعم رمزي.

نحن خائفون من أن نكون "مجانين"؛ لأننا لم نعلق الجرس. كثرت المقالات، التغريدات والتحقيقات الصحفية.. وأسهب الكُتاب والأطباء النفسيون حول ضرورة إنشاء "مدن" للنقاهة النفسية في كل المناطق الإدارية في السعودية، تستوعب كل هؤلاء المضطربين نفسيًّا، ووضع خطة علاجية شاملة لإعادة احتوائهم، وتحقيق طموحاتهم، ومعرفة أفكارهم، ومتابعتهم، وتأهيلهم نفسيًّا، جسديًّا، سلوكيًّا ومهنيًّا؛ ومن ثم إدماجهم في المجتمع.

الفئة المستهدفة هم المضطربون نفسيًّا، الذين تلقوا العلاج، ولكن ليس لهم حاضنة. وهناك مقولة، قد عفا عليها الزمن، تقول: ما للمجنون إلا أهله. وأهلهم الحقيقيون هم المجتمع؛ فالمجنون لا يرى نفسه؛ فهو كالأعمى.

هناك شرح في رؤيتي، هي وجوب إيجاد دور للإيواء للمرضى المضطربين نفسيًّا بعد خروجهم من المستشفى، فهل نسمع قريبًا من تفعيل خط ساخن، يوصي بإنشاء حواضن "للمجاذيب"!!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org