حقيقة الحملة العسكرية الروسية!!

ترى روسيا أن أمريكا ودول الغرب هي من أفسدت أوكرانيا عليها بعد أن كانت روسيا وأوكرانيا شعبًا واحدًا، وأخرجتها من الفَلك الروسي من خلال تغيير قسري للهوية.

الأوكرانيون بعد استقلالهم عام1991م سعوا إلى التحالف بشكل أوثق مع المؤسسات الغربية، مثل: الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي، والتقارب مع الأمريكان خوفًا من القطب الروسي.

أمام هذا التجانس والتقارب كانت الأعين الروسية ترتقب الأحداث المتسارعة، وفي المقابل استثمار واستغلال من الأمريكان والغرب للعمل سوية على تغريب الأرض الأوكرانية، وتقديم المساعدات بشتى أنواعها، وتقوية الجيش الأوكراني، وتزويده بالسلاح، بعد أن كانت أوكرانيا تملك ترسانة كبيرة من السلاح النووي، ولكن الخبث الغربي أقنع الأوكرانيين بالتخلي عن السلاح النووي لصالح روسيا مقابل إغراء لانضمامهم للاتحاد الأوروبي وكذلك في حلف الناتو، والتعهد بأمنهم.

الغرب وأمريكا لم يكونا بهذه السذاجة السياسية، بأن يسمحوا لأوكرانيا بالانضمام إلى حلف الناتو بالذات؛ لأن ذلك سيحرجهم، ولا يتوافق مع أجنداتهم الخبيثة القادمة ضد روسيا؛ فأخذوا في مماطلة الأوكران، والتسويف بهم، وعلى خط موازٍ كان الروس يرقدون غضبهم على الحدود الأوكرانية من خلال مفاوضات ومطالبات مع الغرب والأمريكان بعدم ضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، لكن الزحف الغربي تجاه أوكرانيا لم يتوقف، خاصة بعد أن اطمأنوا لولاء الرئاسة الأوكرانية لهم. ومن الواضح أن زيلنيسكي سلم الخيط والمخيط، ولا يتخذ أي قرار بشأن المفاوضات، وإنما دوره يقتصر على نقل آراء الآخرين؛ فهو كالروبوت الآلي؛ يتحكم به دول كبرى في الغرب.

أصابع الاتهام الروسي تشير إلى أن أمريكا وجهاز الاستخبارات المركزية يسعيان لجعل أوكرانيا بؤرة لضرب الأمن القومي الروسي والأوروبي معًا.

وهذا ما تبيَّن اليوم بعد أن غزت روسيا أوكرانيا؛ إذ ألّب القلب الأمريكي قلوب الغربيين على روسيا.

أصبحت الأرض الأوكرانية أرضًا مستباحة لاستخدام أعتى أنواع الأسلحة الغربية والروسية. والذي وقع في هذا الفخ هو الشعب الأوكراني الذي جزء كبير منه وقف ضد الرئيس السابق الموالي لروسيا، حتى تم خلعه وتنصيب هذا المهرج الموالي للغرب.

أوكرانيا ليست مجرد دولة حدودية مع روسيا، وإنما هي أقرب دولة للعمق الروسي، لكن إرادة الغرب تغلبت على كل الأحداث، وجاءت بالمشهد كما نراه اليوم. ولعل التأخر الروسي له ما يبرره.

اليوم بعد أن اجتاحت روسيا أوكرانيا قامت قيامة الغرب، وأزبدت، وأرعدت، وأمطرت ساحة الحرب الأوكرانية بوابل من الأسلحة الفتاكة، بعد أن أكل الأوكرانيون الطُّعم الأمريكي والغربي. وإن غضب الأمريكان فبسبب عدم استكمال مشاريعهم الخبيثة، وخططهم القاتلة، لكن الروس حزموا أمتعة الحرب، وأخذوا على عاتقهم مقابلة إفساد الأوكرانيين بإفساد كل مشاريعهم الخبيثة التي عملوا عليها في الأرض الأوكرانية طيلة ثلاثة عقود.

الحملة العسكرية الروسية فوجئت بضخامة وتنوع المعسكرات والمختبرات والمصانع الحربية وغيرها، وباتت تغيِّر من استراتيجيتها وخططها العسكرية بما يتوافق وأرض الواقع؛ حتى تتمكن من تطهير الأرض الأوكرانية بطريقة أكل العنب.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org