رسالة إلى مرور الرياض من ذوي الإعاقة

حقيقة ومع الأسف هنالك ممارسات فردية منتشرة بالاستخفاف بمواقف ذوي الإعاقة، وكل الحجج لذلك واهية ضعيفة، فلا وجود ازدحام يبرّر لك الوقوف في هذه الأماكن المخصّصة، ولا نزولك من مركبتك لقضاء حاجة مستعجلة تسمح لك بالوقوف؛ لأن اللحظة التي قد تستولي فيها على هذا الموقف، تكون هي اللحظة التي يصل فيها ذو إعاقة أحوج لهذا الموقف منك، ولا يجد موقفه الذي يخصّصه له النظام، وهي مواقف بالمناسبة عددها قليل مقارنة بالعدد الكلي للمواقف في أي مكان، وإن كنا نطالب بمزيدٍ من هذه المواقف، لكننا بالتأكيد نطالب وبالضرورة بعدم الاعتداء على المواقف المخصّصة لذوي الإعاقات من باب أولى.

ما نحتاج إليه الآن ونتمناه، هو الوصول إلى مرحلة متطورة في التعامل مع المواقف المخصصة لمركبات ذوي الإعاقة، سواء من الذين يقودون المركبات بأنفسهم أو سائقيهم أو حتى ممّن يستخدم سيارات الأجرة، وبالتالي فالفكرة أن المركبة التي يستقلها ذو إعاقة تعد مركبة وذي إعاقة، وما نريد الوصول إليه هو وجود تطبيقات إلكترونية تسهم في هذا الإجراء، وجود إمكانية تزويد كل ذي إعاقة أو سائقه أو مرافقه، بالقدرة التكنولوجية على التعامل مع المواقف المخصّصة لهم.

الإدارة العامة لمرور الرياض والإدارة العامة للمرور في المملكة، لديهم دائماً أبواب مفتوحة وقنوات اتصال مستمرة مع الجميع، ويتفهمون ويتعاملون بسرعة وإيجابية ومهنية مطلقة، ولديهم تحديث دائم ومرونة في اتخاذ القرار وصناعته حتى تعديله أو استبداله؛ إن لزم الأمر، وهذا من الأمور التي لمسناها في تعاملنا معهم؛ لأن الأمر في نهاية المطاف هو تحقيق المصلحة العامة والسلامة للجميع، مع مراعاة التطور والتوسع البنياني والتجاري، وازدياد العامل السكاني طبعاً.

كلنا ثقة بالإدارة العامة للمرور، ومرور الرياض خاصة، ومظلتهم الكبيرة الأمن العام، وكلنا ثقة بصاحب السمو وزير الداخلية، إن احتياجات ذوي الإعاقة دائماً ما تكون عندهم لها الأهمية القصوى، ورسالتي اليوم، بعد الشكر والعرفان، إن ملف ذوي الإعاقة من الناحية المرورية، ليس مجرد نقاط متى ما تحققت فإن الملف تمّ التعامل معه، بل هو ملف متجدّد يحتاج دائماً إلى تحديث وتحسين وتطوير وأتمتة، ولا بد من دخول عامل التطور التكنولوجي واستخدامات التقنيات الحديثة في هذا الملف.

تلك الجباه السمراء من رجالات المرور الذين أمرُّ بهم في حلي وترحالي، وأينما ذهبنا في وطننا الحبيب هم رأس الحربة في التنظيم والاهتمام والحماية، صباحاً ومساءً وفي كل الأوقات، لهذا دائماً ما أجد متعة في الكتابة عنهم، وإن كنت أعلم جيداً أنني لن أوفيهم حقهم، لكنهم هم بأنفسهم مَن يؤكّدون أنهم يعملون لوطنهم ولشعبهم.

حفظ الله الوطن وقيادته الحكيمة الرشيدة، ويكفينا أن ملف ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة، هو أيقونة العمل الإنساني لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وأن سيدي ولي العهد محمد بن سلمان -حفظه الله-، هو رائد التمكين والدمج، وأن للوطن بكل أبنائه حقوقاً وواجبات.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org