فوائد فرض رسوم على السياحة الخارجية..!!

يترقب العديد من المواطنين السعوديين إجازة هذا العام الدراسي بشغف بالغ، وشوق لا يحتمل الانتظار ولو لحظات؛ لا لسبب يبعث على الإقناع، وإنما لأن في مخيلة بعضهم وجهات سفر عديدة، منها أوروبا وأمريكا وقارة آسيا، وكذلك إفريقيا للصيد في الأدغال. وهو أمر يتكرر كل عام في الصيف وفي الشتاء؛ لما للسفر للخارج من فوائد، يظنونها ويعتقدون بها، ويرسخونها، وتسكن مخيلاتهم وأفئدة قلوبهم، متناسين أن ثمة متاعب قد تواجههم دون شك بسبب مثل هذه السفريات والرحلات المتتابعة في أرض الغربة وديرة الأغراب..!!

الكثير من السياح السعوديين والخليجيين عمومًا يتسابقون في تحديات وهمية؛ لينفقوا على رحلاتهم الخارجية مئات الآلاف من الدولارات واليوروات، وكذلك الروبل الروسي، وإذا احتاج لعلاج "ضرس العقل" في مستشفى خاص بالأسنان قال "منين لي، لا فوقي ولا تحتي"، فيما هو لا يبخل على نفسه من دفع قيمة الرحلة كاملة لحجز عشرة أيام وأكثر لجزيرة بروسيدا بإيطاليا، ووادي الرور في ألمانيا، وحدائق الإكوادور، وغيرها من سوهاج إلى الصين..!!

وأقترحُ شخصيًّا أن يقنَّن السفر للخارج، خاصة البلدان البعيدة جدًّا من غير ما حاجة لعلاج أو دراسة أو عمل، أو على الأقل منعه فترة معينة على الأقل لمدة سنتين على الأقل بعد تفشي الأمراض في بعض دول العام، ما لم تكن هناك أسباب جوهرية مقنعة للسفر، أو على الأقل تحديد رسوم عليه طالما لديه القدرة على الدفع خارجيًّا؛ لتعود هذه الرسوم لميزانية وزارة السياحة الداخلية للعمل على تطويرها، واستثمار المواقع الأثرية والتاريخية، والمواقع التي تحتاج لمزيد من العمل؛ لتكون أكثر جذبًا للسياح مستقبلاً في فصل الصيف ومواسم الأمطار..!!

السائح السعودي تحديدًا يتعرض للمضايقات في الخارج، وهذا لا يخفى على أحد.. مرَّ بتجارب قاسية في هذا الخصوص، خاصة في الدول العربية وأوروبا؛ وهذا سبب كافٍ لإعادة الأمر في السماح لمن أراد السفر للخارج بحجة تغيير الجو والسياحة ممن هواياتهم "الاحتفاظ بالصور"، ولو تسأله عن الفائدة التي خرج بها من رحلة العشرين يومًا لما وجدت في جعبته شيئًا يُذكر ما عدا الصور التي التقطها في ذاكرة الجوال، وخرج بها من رحلته؛ ليعيش حالة من الفخر بها والانتشاء المؤقت..!!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org