مساكين.. أطباء تحت الضرب

هناك.. قالت الشرطة الأمريكية إن مسلحاً قتل ثلاثة موظفين ومريضاً في مستشفى بولاية أوكلاهوما، أثناء استهدافه جراحاً أجرى جراحة في ظهره، وقُتل الطبيب بريستون فيليبس في هجوم الأربعاء، وفقاً لمسؤولين في مدينة تولسا التي شهدت الحادث، المسلح ألقى باللوم على الطبيب فيليبس في الألم المستمر بعد الجراحة التي أجراها في مستشفى سانت فرانسيس.

هنا.. اعتداء مواطن على ممرضة داخل قسم الطوارئ في أحد المستشفيات، جرى إيقاف المتّهم في محافظة المجاردة، واتخاذ الإجراءات النظامية بحقه بعد إحالته إلى النيابة العامة، والأمثلة متنوعة وكثيرة وحوادث الاعتداء على الفريق الصحي عديدة.

تُعرف منظمة الصحة العالمية (WHO) العنف في مكان العمل بأنه "الحوادث التي يتعرض فيها الموظفون للإيذاء أو التهديد أو الاعتداء في ظروف تتعلق بعملهم، بما في ذلك التنقل من العمل وإليه، والتي تنطوي على تحد صريح أو ضمني لسلامتهم ورفاههم، أو الصحة. "

أفاد غالبية الأطباء والممرضات أنهم كانوا ضحايا للعنف في مكان العمل مرة واحدة على الأقل طوال حياتهم المهنية، مما يؤثر سلباً على تقديم الرعاية الصحية وجودتها وإمكانية الوصول إليها، ولعل عوامل عدة منها تعاطي المخدرات والعواطف الشديدة تزيد من خطر ارتكاب الفرد لعمل عنف في مكان العمل ضد عامل الرعاية الصحية.

وتشير الدراسات إلى أن العنف ضد موظفي الرعاية الصحية أكثر شيوعاً مما يدركه معظم الناس، 75٪ من 25000 اعتداء في مكان العمل تحدث سنوياً في أماكن الرعاية الصحية، فقط 30٪ من الممرضات أبلغن و 26٪ من أطباء قسم الطوارئ أبلغوا عن حوادث العنف، أما ثالثة الأثافي فإنه وبسبب شيوع مثل تلك الاعتداءات أصبح معظم الموظفين يعتبرها مجرد جزء من الوظيفة.

وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة New England Journal of Medicine، هناك 4 أنواع من العنف يمكن أن تحدث في مكان العمل، النوع الأول يحدث من قبل جناة لا علاقة لهم بمكان العمل أو الموظف، النوع الثاني المعتدي هو زبون أو مريض في مكان العمل أو موظف (الأكثر انتشاراً ضد العاملين في مجال الرعاية الصحية)، النوع الثالث يكون المهاجم موظفاً سابقاً أو حالياً في مكان العمل، النوع الرابع يحدث عندما يكون للجاني علاقة شخصية مع الموظف وليس مع مكان العمل.

في 253 دراسة شارك فيها أكثر من 331 ألفاً، أبلغ 61.9٪ من المشاركين عن تعرضهم لشكل من أشكال العنف في مكان العمل (42.5٪ تعرضوا للعنف غير الجسدي، و 24.4٪ تعرضوا للعنف الجسدي)، كانت الإساءة اللفظية (57.6٪) هي الشكل الأكثر شيوعاً للعنف غير الجسدي، تليها التهديدات (33.2٪) والتحرش الجنسي (12.4٪). كان انتشار العنف ضد العاملين في مجال الرعاية الصحية مرتفعاً بشكل خاص في بلدان آسيا وأمريكا الشمالية.

وجدت دراسة عالمية أخرى من عام 2020 أن المهنيين الصحيين كانوا أكثر عرضة بنسبة 50 ٪ تقريباً من أفراد المجتمع الآخرين للمضايقة أو التنمر أو الأذى نتيجة لوباء COVID-19.

كل هذه التصرفات والعنف ضد العاملين الصحيين غير مقبول، وقد لا يقتصر تأثيره السلبي على الصحة النفسية والجسدية لموظفي الرعاية الصحية فحسب، بل يؤثر أيضاً على دوافعهم الوظيفية مما يضر بجودة الرعاية ويعرض تقديم الرعاية الصحية للخطر، كما أنه يؤدي إلى خسارة مالية فادحة في قطاع الصحة.

وسعياً من أجل إيجاد بعض الحلول فإن دعم مديري الرعاية الصحية والقادة الصحيين ضروري لمعالجة العنف في مكان العمل في مجال الرعاية الصحية وحماية العاملين في المجال الصحي، كذلك تحتاج المستشفيات إلى تنفيذ دورات تدريبية للموظفين لمواجهة مثل تلك التهديدات والهجمات، وزيادة الأمن، وتقوية العلاقة بين الطبيب والمريض، واستخدام المرافقين الطبيين للمساعدة في الحماية، وإصلاح السياسات الصحية في مواجهة مثل تلك الحملات، واتخاذ العديد من الخطوات البناءة الضرورية لتقليل حدوث العنف ضد العاملين في مجال الرعاية الصحية، وقبل هذا وبعده البدء بالتوعية المجتمعية والتثقيف الصحي للجميع.

وختاماً أثلج صدورنا وزاد سرورنا قرار وزارة الصحة والذي مفاده أن الاعتداء على الممارس الصحي سواء كان لفظياً أو جسدياً جريمة يعاقب عليها النظام، وأن عقوبة الاعتداء على موظف صحي تشمل السجن لمدة تصل إلى 10 سنوات، وغرامة تصل إلى مليون ريال.

الخاتمة..

عن عثمانَ بنِ عفانَ رضي الله عنه قال إنَّ اللهَ يزَعُ بالسلطانِ ما لا يزَعُ بالقرآنِ.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org