زوجة شهيد وأم ومواطنة، صفات عظيمة، الواحدة منها تكفي لصنع أمة رائدة؛ فكم من الأمم ستصنع إذا توافرت جميعها في امرأة واحدة؟
"منوة العنزي" زوجة شهيد الواجب الرائد "محمد حمد العنزي" رحمه الله، وأم لثلاثة من أبنائه، ومواطنة سعودية مخلصة نذرت نفسها وأبناءها لهذا الوطن أسوةً بزوجها البطل الذي قدّم حياته فداءً له.. هذا ما أكدته في عمل وطني قدّمته عبر "مقطع فيديو" وأهدته لوطنها بمناسبة ذكرى توحيده الثامنة والثمانين، الوطن الذي احتضنها ورعى أبناءها بعد أن أرخص والدهم روحه فداءً لترابه وذوداً عن حدوده، والذي اعتبرت فيه أن كونها زوجةً له؛ هو شرف عظيم لها.
كلمات خالدة وصادقة عبّرت بها "العنزي" في هذا "الفيديو" الذي لم تتجاوز مدته الدقائق؛ ولكنه حمل الكثير من المعاني الصادقة والمشاعر الوطنية المخلصة والمؤثرة ورسائل موجهة لأعدائه، خاطبت خلالها قيادتها ووطنها وشهداءه وأبناءها، الذين أكدت لهم جميعاً أن استشهاد زوجها ووالد أبنائها لن يزيدها ويزيدهم إلا حباً وتضحيه لهذا الوطن وحماساً أكبر في تقديم المزيد له.
ففي رسالتها للوطن قالت: "أعدك يا وطني أن أربي أبنائي على ما مات عليه والدهم ليكونوا فرساناً بميدان الإخلاص".
ولـ"شهداء الوطن" قالت: "أنتم فخر الوطن، سالت دماؤكم لتروي أرض الوطن فتثمر أشجار الحياة أمناً وأماناً، ستظلون قصص فخر يرويها عنكم التاريخ".
واختتمت "العنزي" آخرَ رسائلها التي كانت رسالة اطمئنان وبشارة لأبنائها الثلاثة (سلطان، وسلمان، وباسل)، الذين ظهروا وهم في أحضان الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية السابق والأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض، بعد استشهاد والدهم؛ حيث قالت لهم: "عندما تكبرون ستفتخرون.. فأبوكم شهيد وشجاع يا أبنائي.. مات من أجلكم في ميدان العز والشرف، ودافع عنكم وعن أبناء الوطن، وكان يسهر لحمايتكم".