"آل الشيخ": غاية التعليم تجاوزت تزويد الطلاب بالمعارف.. ويجب إعادة التفكير بنواتج التعلُّم

خلال كلمته بالملتقى الإقليمي حول التربية على المواطنة والقيم الإنسانية المشتركة
"آل الشيخ": غاية التعليم تجاوزت تزويد الطلاب بالمعارف.. ويجب إعادة التفكير بنواتج التعلُّم

أوضح وزير التعليم رئيس مجلس إدارة مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم، الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، أن صنَّاع السياسات التعليمية والخبراء والمعلمين باتوا يدركون اليوم أكثر من أي وقت مضى في كل مكان من العالم أن غاية التعليم أصبحت تتجاوز تزويد الطلاب بالمعارف وأدواتها؛ وهذا يعني ضرورة توحيد جهود نُظم التعليم في العالم لتكوين متعلمين لديهم المهارات والقيم الضرورية لمواجهة التحديات والمشكلات الوطنية والعالمية.

وفي التفاصيل، جاء ذلك خلال كلمة الوزير "آل الشيخ" في افتتاح الملتقى الإقليمي حول التربية على المواطنة والقيم الإنسانية المشتركة "من النظرية إلى التطبيق" صباح أمس الأربعاء 1441/ 5/ 27هـ، الذي ينظمه مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية، ومركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم، وذلك بمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بالرياض خلال الفترة من 27- 28 جمادى الأولى 1441هـ الموافق ‪22 - 20 يناير 2020 م.

وأكد وزير التعليم أن الأمر يتطلب منا جميعًا العمل على إعادة التفكير بنواتج التعلم وجودتها، وتكريس الجهود نحو الاهتمام، ليس بقياس المعرفة التي يحصل عليها المتعلمون فقط، بل أيضًا بتعزيز القيم والاتجاهات والمهارات التي تمكِّنهم من الإسهام الإيجابي في بناء أوطانهم، وتمكِّنهم أيضًا من الإسهام الواعي نحو المجتمع العالمي الأوسع، والعمل على استدامة بناء ورفاهية الحضارة الإنسانية، والتعايش في مجتمعات متعددة الأديان والأعراق في جو يسوده الحوار والاحترام، ونبذ التطرف والعنف.

وقال إن وزارة التعليم في السعودية عملت -وما زالت تعمل- على إعداد طلاب ينتمون لدينهم ووطنهم، ويسهمون في بناء الحضارة الإنسانية، وذلك بدعم مستمر من حكومتنا الرشيدة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله-؛ وذلك لتأسيس متعلمين منتمين لدينـهم الإسلامي الحنيف ولوطنهم، ويمتلكون القيم والاتجاهات والمهارات التي تعزز انتماءهم ومسؤوليتـهم الوطنية، وتعزز في الوقت ذاته من مسؤوليتهم تجاه القضايا والتحديات الإنسانية المشتركة.

وأضاف "آل الشيخ": مبادرات حكومة السعودية في التعاون مع (اليونسكو) لإنشاء كل من المركز الإقليمي للجودة والتميز في التعليم، والمركز الإقليمي للحوار والسلام، تأتي ضمن سعيها المستمر للإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة الرامية إلى تحقيق مستقبل عالمي مشترك، يسوده السلام والخير والنماء للجميع.

وأردف: تحقيق الشعار الذي رفعته اليونسكو، الرامي إلى "بناء السلام في عقول الرجال والنساء"، والأهداف الساعية إلى تحقيق السلام والأمان والازدهار وجودة الحياة المستدامة للأجيال القادمة، مسؤولية عالمية مشتركة، تتطلب التعاون والعمل العالمي المشترك بين جميع الدول والمنظمات المعنية. ويعد التعليم من الوسائل الرئيسة لتحقيق ذلك؛ فهو القوة التحويلية الكبرى لتحقيق الالتزام العالمي المشترك لإنجاز أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، خاصة الهدف الرابع الذي يسعى إلى ضمان التعليم العادل، عالي الجودة، وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع.

وأشار إلى أن التحديات التي تواجه عالـمنا اليوم، وبخاصة تلك المتعلقة بالتنمية الـمستدامة، لا تمثل تحديات وطنية فحسب، بل هي تحديات عالمية، تضع التعليم في كل الدول أمام مسؤوليات تتطلب التجديد في غاياته وأساليبه. ومن أولويات ذلك أن يعمل التعليم بعمق نحو تعزيز الوعي بالمشترك الإنساني لتحقيق الرفاهية والازدهار والسلام لجميع المجتمعات. ويهدف الملتقى الذي يشارك فيه خبراء دوليون وإقليميون ومحليون إلى تقديم دراسات وورش عمل حوارية تخصصية لعرض الممارسات الفضلى (الدولية والإقليمية)، وإدماج قيم المواطنة في المناهج الدراسية والممارسات التعليمية. كذلك عرض السياسات التربوية، والاتجاهات والإصدارات الحديثة في مجال التربية على المواطنة والقيم الإنسانية المشتركة، وعرض التجارب العربية والإقليمية والدولية بإدراج مفاهيم التربية على المواطنة والقيم الإنسانية المشتركة ضمن مناهج إعداد المعلمين، ووضع تصور حول آليات المتابعة، وقياس جودة التطبيق، إضافة إلى عرض محتوى المقرر الإلكتروني على شبكة الإنترنت في التربية على المواطنة والقيم الإنسانية المشتركة، وتحديث وتوسيع الشبكة العربية في التربية ومركز معلومات التعليم من أجل المواطنة والقيم الإنسانية المشتركة.


ويشارك في الملتقى مكتب التربية العربي لدول الخليج، ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ومركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان، ومركز آسيا والمحيط الهادئ للتعليم من أجل التفاهم الدولي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org