المفتي العام للمملكة: وضعُ مصباح على منارة المسجد لبيان الصلاة من البدع

قال إن على مَنْ وضعه إزالته حتى لا يلحقه إثمه
المفتي العام للمملكة: وضعُ مصباح على منارة المسجد لبيان الصلاة من البدع

أوضح سماحة المفتي العام للسعودية رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن وضع مصباح على منارة المسجد لبيان أن الصلاة قد أُقيمت لا أصل له في الشرع، وهو "من البدع".

وقال سماحته في جواب على سؤال حول جواز وضع مصباح فوق المنارة لبيان أن الصلاة قد أُقيمت عوضًا عن السماعات: "اعلم -وفقك الله لطريق الحق- أن المساجد بيوت الله، وهي خير بقاع الأرض، أَذِن الله تعالى أن تُرفع ويُذكر فيها اسمه -جل وعلا-؛ قال تعالى: { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}، ويتعلَّم الناس بها شؤون دينهم، ويتم إرشادهم إلى ما فيه سعادتهم وصلاحهم في الدنيا والآخرة؛ فواجب على المسلمين أن يقوموا بتطهيرها من البدع والخرافات.

وقد راعى النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك، وبيَّنه لأمته ليسلكوا منهجه، ويهتدوا بهديه. وقد سار على ذلك خلفاؤه الراشدون وسلف الأمة إلى عصرنا هذا. وقد يحرص الإنسان على الخير، ولكن يسلك طريقًا يُدخله في الابتداع في الدين وهو لا يشعر. خرج ابن مسعود -رضي الله عنه- على حلقة في المسجد فقال: «ما هذا الذي أراكم تصنعون؟»، قالوا: «يا أبا عبد الرحمن، حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح»، قال: «فعدوا سيئاتكم، فأنا ضامن لكم أن لا يضيع من حسناتكم شيء.

وَيْحكم يا أمة محمد، ما أسرع هلكتكم! هؤلاء صحابة نبيكم -صلى الله عليه وسلم- متوافرون، وهذه ثيابه لم تُبل، وآنيته لم تُكسر. والذي نفسي بيده، إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد أو مفتتحو باب ضلالة؟». قالوا: «والله يا أبا عبد الرحمن، ما أردنا إلا الخير»، قال: «وكم من مريد للخير لن يصيبه. إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حدّثنا أن قومًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم. وأيم الله، ما أدري لعل أكثرهم منكم»، ثم تولى عنهم.

وقال عمرو بن سلمة: "رأينا عامة أولئك الحِلَق يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج" (سنن الدارمي). ووضعُ مثل هذا المصباح على منارة المسجد لبيان أن الصلاة قد أُقيمت لا أصل له في الشرع. ونعلم أن نية صاحبه إرادة الحق، ولكن (كم من مريد للخير لن يصيبه).

وهذا من البدع. فمن كان حريصًا على الصلاة سيأتي مع الأذان، أو أقل أحواله عند سماع الإقامة، أما وضع المصباح فبدعة في دين الله؛ وعلى مَن وضعه إزالته حتى لا يلحقه إثمه وإثم من عمل به. قال -صلى الله عليه وسلم-: (... ومَن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء) رواه مسلم -واللفظ له- وابن ماجة، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين) رواه ابن ماجة من حديث ثوبان. وقال سفيان (البدعة أحب إلى إبليس من المعصية) ذكر ذلك في ذم الكلام وأهله. هذا ما تم إيراده.

والله أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب. وبالله التوفيق. وصلى الله وسلم على نبينا محمد".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org